قال القيادي الإصلاحي الشيخ حميد الأحمر أن "الحزب الاشتراكي هو صاحب الدور الأكبر في إعادة تحقيق الوحدة، وقياداته هي أكثر من ضحت في سبيلها،" مؤكدا بان الحزب الاشتراكي كان يحمل مشروعا حضاريا وعول منذ البداية على النهج الديمقراطي ألتعددي. متسائلا "ترى هل كان يمكن تحقيق الوحدة لو أصر الحزب الاشتراكي على أن يكون علي سالم البيض رئيسا للبلاد وهذا حقه؟ وأضاف " وهنا أجزم أن الإجابة على هذا السؤال لن تكون بالإيجاب وأضاف الأحمر في حواره مع صحيفة الناس قائلا: " من الواضح أن الحزب الاشتراكي حين أقدم على الوحدة كان يحمل مشروعاً حضارياَ لبناء اليمن, والدليل على ذلك أنه ومع إدراكه أن المناطق الجنوبية والشرقية التي كان يحكمها قبل الوحدة لا تمثل أكثرية عددية من حيث السكان, إلا أنه تبنى النهج الديموقراطي كأسلوب إدارة للحكم, معولاً في اعتقادي على قدرته من خلال مشروعه الحضاري على مخاطبة الجماهير اليمنية وكسب مناصرتها, وأكد الأحمر بان إعلان الانفصال عام 94م, كان "خطأ" ,لكنه- أضاف مستدركا- بان قرار الانفصال من وجهة نظره كان نتيجة ممارسات الطرف الآخر , "وعدم تحملهم أي الاشتراكيين لممارسات الطرف الآخر الذي كان بخلاف ما كانوا يتوقعونه, وما اتفقوا عليه, وابسط مثال حي ورداً على الخطاب الرسمي الذي يختزل الوحدة في الحزب الحاكم وفي شخص واحد, هو هل كان يمكن تحقيق الوحدة لو أصر الحزب الاشتراكي على أن يكون علي سالم البيض رئيسا للبلاد - وهذا من حقه - وهنا أجزم أن الإجابة على هذا السؤال لن تكون بالإيجاب وحول ما يمثله اللقاء المشترك للحياة السياسية في اليمن قال الأحمر " المشتكر يضم في صفوفه شتى ألوان الطيف السياسي اليمني في مواجهة حزب واحد هو الحزب الحاكم القائم على المصلحة وغنائم السلطة, فاللقاء المشترك أكثر تمثيلا لليمن ويضم أهم الأحزاب اليمنية, فالإصلاح صاحب قاعدة جماهيرية لا يستهان بها, وله تاريخ نضالي عريق, والفكر الإصلاحي والشخصيات الإصلاحية لهم الدور الأبرز في صنع تاريخ اليمن الحديث وترسيخ دعائمه, وإن كان غيره هو من جير ذلك لمصلحته, إلا أن كل مطلع منصف لا يستطيع إنكار أن الإصلاح كان على الدوام الجندي المجهول في معركة بناء اليمن, وخصوصا فيما كان يسمى بالشطر الشمالي. ونظرا لأهمية الحوار الذي اجرته صحيفة الناس مؤخرا، ولامس فيه الاحمر قضايا كبيرة وغاية في الأهمية بالنسبة للعملية الديمقراطية، عموما والانتخابات الرئاسية خصوصا.
عدتم مؤخراً من بريطانيا.. هل التقيتم بأحد من قيادات المعارضة في الخارج؟
زيارتي لبريطانيا كانت ذات طبيعة خاصة، ولم تسنح لي الفرصة للالتقاء بأي من قيادات المعارضة في الخارج.
ما رأيك في المعارضة من الخارج؟
وجود معارضة في الخارج لأي نظام تكشف عن عورة من عورات هذا النظام، وتدل على أن الوضع السياسي غير سليم، وإلا لما احتاج أي معارض أن يعارض من خارج الوطن، ولكل ظروفه، وكل يختار الآلية التي يعارض بها، واعتقد أن هناك ممن هم معارضة في الخارج أشخاص يتحلون بكثير من الشجاعة والصدق.
قبل أيام وفي حلقة نقاشية نظمتها منظمة "صحفيات بلا قيود" ذكرتم في مداخلتكم أن اتفاق المبادئ الموقع مع الحزب الحاكم لم ينفذ منه سوى 20%؟
المؤتمر الشعبي ظل يماطل فترة طويلة في الاستجابة للمطالب القانونية والمشروعة للمعارضة فيما يتعلق بتسوية الآلية الانتخابية, وبالتالي فإن الاتفاق الذي أشرت اليه جاء متأخراً عن قصد من قبل الحاكم, وقد مثل الحدود الدنيا التي يمكن بموجبها خوض الانتخابات, وكانت قرارات الهيئات التنظيمية لأحزاب اللقاء المشترك واضحة, وانها اتخذت قرار المشاركة وفقا لهذا الاتفاق, وهو كل لا يتجزأ, وللأسف وبرغم التأخر الكبير الذي سبق التوقيع لازالت المماطلة كبيرة في تنفيذه القصد منها ولاشك تفريغ هذا الاتفاق من محتواه, وليس أدل على ذلك ما أوضحه آخر مؤتمر صحفي عقدته قيادة اللقاء المشترك حول مدى الالتزام بتنفيذ الاتفاق من عدمه, ومن ضمنها السجل الانتخابي الذي يعد أحد الأسس الهامة لنزاهة العملية الانتخابية - لايزال فيه خلل كبير, وكل هذه المماطلات في وقت يعلم المؤتمر أن موافقته المتأخرة جعلت الوقت المتبقي ضيقاً جداً, لا يكاد يكفي لإصلاح الآلية الانتخابية, وهذا ما دفعني لتحديد تلك النسبة المتدنية, ولازلنا نسمع حتى اليوم أن الموضوع الأمني بعد ان تم الاتفاق على أن يكون تحت إشراف وإدارة أحد اعضاء اللجنة المضافين لم ينفذ, وان الأعضاء المضافين لم يتمكنوا من عملهم حتى الآن.
المعارضة تطرح موضوع التوقيع خلف بطائق الاقتراع؟
ما استغربت له هو اصرار المؤتمر على عدم توقيع اعضاء اللجان المشرفة على الانتخابات خلف اوراق الاقتراع ضماناً لعدم تزويرها من خلال توزيع اوراق الاقتراع بشكل أخر على المقترعين وربما استخدامها في المراكز الاستثنائية خصوصاً وأن هناك 2 مليون بطاقة لم تستخدم في القيد والتسجيل، والمؤتمر رفض ذلك بدون اي مبرر منطقي إلا النية المسبقة للتزوير. ان استمرار مثل هذه الخروقات وهي كثيرة -ولا مجال لحصرها الآن- دليل على شعور المؤتمر بالفشل، وبالتالي يسعى لمثل هذا، مع أن عليه مسئولية كبيرة لتجنيب البلاد المسارات الكارثية، وهذا يؤكد إفلاس المؤتمر وفي نفس الوقت قوة المشترك.
للأحداث هل تتوقع جدية المؤتمر في تنفيذ الاتفاق في الفترة المتبقية؟
أنت تحصد ما تزرع، وأعتقد أن ما زرعه المؤتمر الشعبي في الفترات السابقة كان الفشل والفساد وايصال المجتمع اليمني إلى ما وصل اليه من تردي اقتصادي، ووضع سياسي محتقن، وبالتالي فإن أي انتخابات حرة ونزيهة ستكون نتيجتها الحتمية خروجه من السلطة، ولو كان المؤتمر يؤمن بالخروج السلمي من السلطة وعبر صندوق الاقتراع، وهو ما سيتحقق بالفعل لو أجريت الانتخابات بنزاهة, لكان ترك السلطة طواعية ودخل التاريخ من أوسع ابوابه, وهو ما تراجع عنه بعلم ومعرفة الجميع. ومع هذا فإننا سنعمل بكل جهودنا أن نفرض على المؤتمر تصحيح الآلية الانتخابية، لأن دخول المشترك الانتخابات هو حق لها دستوراً، وواجب عليها كتنظيمات سياسية تمثل الشريحة الكبرى من الشعب، وليس منحة من أحد, والمشترك اليوم مصرّ على دخول الانتخابات وان تكون حرة ونزيهة, ويحمل المؤتمر تبعات السير بالبلاد في غير هذا الطريق. وبالتالي لا أعتقد أن المؤتمر جاد لأن نتيجتها لن تكون في صالحه, ولازالت المماطلات واضحة للعيان والخروقات تحدث جهاراً نهاراً, وكل مقدرات الدولة بيده يستخدمها وكأنها ملك خاص, ولايزال يغالي في استخدام المال العام والوظيفة العامة والاعلام الرسمي من أجل تحقيق مصالحه, والخلاصة أن المؤتمر بمقدوره تزوير الانتخابات, لكن ليس بمقدوره إجبارنا على قبول نتائجها المزورة, والتعايش مع نتائجها المزورة, وننصحهم بعدم إغلاق أبواب التغيير الايجابي امام الشعب اليمني, حتى لا يتحملوا المسئولية التاريخية عن مثل هذا الاغلاق.
ما الذي يعنيه كلامك هذا؟
من وجهة نظري أنه حتى الآن لازالت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، والأمر بيد الحزب الحاكم للسير بالبلاد في الطريق الصحيح.
وإذا فاز مرشح المؤتمر؟
لا اعتقد أنه سيفوز.. وكما سبق أن أشرت قد يكون بإمكانهم تزوير النتيجة.. ولكن ليس بمقدورهم إرغامنا على قبول نتائج مزورة أو التعايش معها.
رشحتم الأستاذ فيصل بن شملان. هل هناك جدية كافية واصطفاف كامل من قبل أحزاب اللقاء المشترك يقف خلف هذا الترشيح, وما مدى قدرتها على تحقيق النجاح برأيكم؟
الأستاذ فيصل بن شملان شخصية وطنية معروفة عند كل اليمنيين بالنزاهة والكفاءة ورجل يمتلك القدرة الكافية لإدارة البلاد وبناء اليمن بشكل افضل, ومستقبل واعد, تحلى بشجاعة كبيرة جداً بقبوله الترشيح, مثلما تحلت أيضاً قيادات أحزاب اللقاء المشترك بتفاني كبير جداً للهم الوطني بعيداً عن تغليب مصلحة هذا الحزب أو ذاك عبر ترشيح احدى قياداته, لأن مصلحة البلد كانت نصب أعينهم, وهو بما يملكه من قدرات ذاتية ورصيد وطني كبير, وبهذا الاصطفاف الكبير من حوله من أحزاب اللقاء المشترك, بإذن الله يعطي أملاً لليمن في إصلاح اعوجاج ما اعوج في الفترات السابقة, وتعويض اليمنيين عن سنوات الحرمان الطويلة التي عاشوها, ولو أن المهمة ليست بالسهلة نظراً للمستوى المتدني جداً الذي وصلت إليه الاحوال في جميع المجالات.
ماذا عن شعبيته في أوساط الناس؟
الاصطفاف حول بن شملان لن يقتصر على قيادات وقواعد المشترك وحسب, بل سيشمل جميع ابناء الوطن, وكل الشرفاء والشخصيات الوطنية الحرة الرافضة للاستبداد والظلم وتكريس الفشل واستمرار معاناة أبناء الوطن, وكل دعاة الحياة الأفضل لليمن ولمستقبل أجيالها, وما تحاول بعض وسائل الإعلام المؤتمرية الترويج له وإيهام الرأي العام بوجود انقسامات وانشقاقات داخل صفوف المشترك, فهذه أوهام غير موجودة إلا في مخيلتهم, فالحاجة للتغيير الايجابي لم تعد خافية على أحد, حتى الأطفال باتوا يدركون أهمية حدوثه, ليطمئنوا لمستقبلهم واليمن الذي سيديرونه ويعيشوا فيه, وبإذن الله يحدث هذا الاصطفاف الجماهيري وتتكلل جهود الجميع بالنجاح.
ما تعليقكم على ترشيح المجيدي؟
هذا دليل خوف المؤتمر من المكانة الرفيعة التي يحظى بها الأستاذ فيصل عثمان بن شملان في المجتمع، ومحاولة يائسة لتشتيت بعض أصوات المشترك، ومراهنة فاشلة على أن بعض قواعد الاشتراكي ستصوت للمجيدي، وأقول لهم أن قيادات وقواعد الحزب الاشتراكي تتحلى بالوعي الوطني الكبير، وهم من جملة من يعيشون حالة الحرمان والقهر، وتعي جيدا حقيقة هذا الترشيح، والدور الذي يقوم به المجيدي وبالتالي لن يكون له أوغيره أي تأثير يذكر بإذن الله.
ما دواعي ترشيح الدكتور فتحي العزب والذي يقال أنه مرشح احتياطي للإصلاح؟
هذا كلام غير صحيح, فالإصلاح واللقاء المشترك لا يوجد لهما سوى مرشح واحد هو الأستاذ فيصل عثمان بن شملان, وإذا كان المشترك من زكى الدكتور فتحي العزب, فأني واثق أن تلك التزكية لم تتم إلا باتفاق قيادة اللقاء المشترك ككل وليس بقرار منفرد من الإصلاح أو غيره, وقد يكون السبب إذا كانوا هم الذين وراءها هو حرصهم على نجاح الانتخابات, لأن الدستور –كما يعلم الجميع- يشترط لإجراء الانتخابات وجود ثلاثة مرشحين على الاقل, وبالتالي فمن المنطقي أن يكون لأي مرشح جاد مرشح أخر لضمان سير الانتخابات في حال انسحاب مرشحي الطرف الأخر لإفشالها.
ما تقول مصادر إعلام المؤتمر الشعبي أن الشيخ عبد الله غير راضٍ عن أداء اللقاء المشترك؟
هذا كلام غير دقيق وقد سبق وصدرت تكذيبات رسمية من مكتب الوالد حفظه الله تنفيها, وتكذب مثل هذه التسريبات التي يحاول إعلام المؤتمر إشاعتها من وقت لأخر, فالشيخ عبد الله هو رئيس التجمع اليمني للإصلاح أحد أحزاب اللقاء المشترك, وهو رجل يؤمن بالنهج المؤسسي, وبالتالي سيلتزم بقرار هيئات حزبه وبقية أحزاب اللقاء المشترك, ولايمكن أن يكون له موقف مخالف, أيضا الشيخ عبد الله -ولله الحمد- كل مواقفه وتاريخه واضح أنه يقف دوماً في صف الشعب, ومنحاز لمصلحة البلاد, وهو الموقف الذي سيقفه في هذه الانتخابات, ولو كان له موقف أخر لما كنت أتحدث بما أتحدث به الآن.
لماذا الغياب؟
الوالد ما يزال في المملكة حيث يقضي فترة النقاهة بعد العملية الجراحية الناجحة التي أجراها مؤخرا، لكني اعتقد أنه ما يزال بحاجه إلى بعض الوقت، وآمل أن يكون قادراً على الحضور عندما يؤدي الأستاذ فيصل بن شملان القسم الدستوري بعد الفوز رئيسا للبلاد بإذن الله تعالى.
يتردد – أيضا- أن قبيلتكم قبيلة حاشد ستنحاز للرئيس بحكم الانتماء القبلي.. ما رأيك؟
يا أخي العزيز لا حاشد ولابكيل ولاغيرهما من قبائل اليمن عكفه عند أحد، بل هم شريحة هامة من أبناء هذا البلد، يعانون مما يعانيه غيرهم، وسينحازون لمن سيحقق خيرهم وينشد مصلحتهم، وهم يدركون أن ما لم يتحقق في 28 عاما، لن يتحقق اليوم ما لم يحدث التغيير، وستثبت قبائل اليمن بمشيئة الله أنها أكثر وعياً وإيمانا بالنهج الديموقراطي من الحزب الحاكم وحكومته التي لم تنجز للشعب ما يحتاج إليه وما تعده به.
ولكن الحكومة تتحدث عن تحقيق إنجازات كبيرة وغير مسبوقة؟
أي منجزات تتحدث عنها هذه الحكومة, هل تسمي إنفاق جزء من إيرادات الدولة النفطية والضريبية والزكوية في رصف بعض الطرقات أو إنشاء المرافق الخدمية إنجازاً, بينما يتم العبث بالجزء الاكبر من هذه الايرادات, ان الانجاز الحقيقي لأي حاكم يقاس بالنجاح في تحقيق الرفاه ورخاء العيش للشعب بكل فئاته, والنجاح في بناء الدولة البناء المجتمعي والمؤسسي, والاهتمام بالإنسان باعتباره حجر الزاوية في عملية التنمية, بما يمكنه من اللحاق بركب الدول المتقدمة, وللأسف تجد الانسان اليمني هو اكثر شيء يهدم في هذا البلد, حيث نجد الكثير من الكفاءات في بيوتهم بعد أن استبعدوا عقاباً لقناعاتهم, الانسان اليمني الذي تعود به الطائرات والحافلات من دول الجوار "كمزفرين" وهم يغامرون بحياتهم بحثاً عن لقمة العيش التي فشلت منجزات الحزب الحاكم في توفيرها عقوداً طويلة, ان الإنسان اليمني الذي أصبح أطفاله سلعة للبيع في الخارج نتيجة الفقر, وشبابه عرضة للانتحار بسبب سوء الحال, والعديد من الظواهر السلبية التي لم تكن معروفة في مجتمعنا. فهل يمكن أن تكون المنجزات هو تصدر اليمن أعلى معدلات البطالة في العالم، وكذا أعلى معدلات الفقر، أم يمكن تسمية هجرة العقول اليمنية انجازاً، حيث بات مصير اليمنيين محصوراً ما بين (سجن) الوطن أو منفى الخارج، لا حق لهم إلا ما تكرم به عليهم الحاكم. لقد اختل بسبب انجازات المؤتمر العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، بل أن العقد الاجتماعي فيما بين اليمنيين أنفسهم بدأ يتضعضع، الانجاز يمكن أن تراه في تقييمات اليمنيين أنفسهم لأحوالهم وفي التقارير الرسمية والدولية التي تضع اليمن في ذيل القائمة، واليمن أقل دولة عربية في كثير من المجالات، لدينا أسوأ نظام قضائي وتعليمي وصحي بين كل الدول العربية، ولاتتناسب مع ما نمتلكه من موارد على الاطلاق تعد أكثر مما يمتلكه كثيرون، ومع ذلك فنحن محلك سر. فلا يقيسون المنجزات بما يملكونه من أرصدة في الخارج، ولا يقيسون ثراء الشعب بما يستطيعون أن ينهبوه منه، وياليت هذا النهب هو ما نعانيه فقط، ولكن يضاف إليه استحكام النزعة الشمولية والفردية والفشل والعجز عن فهم متطلبات إدارة الدولة بشكل حديث، الذي لو قاموا به لما كان لدينا فارق كبير، يبقى من بقي ويذهب من ذهب، مع أن التغيير سنة من سنة الحياة.
ما قراءتكم لما سيترتب في حال صدقت التوقعات وصوتت المحافظات الجنوبية والشرقية لصالح بن شملان؟
كل المحافظات اليمنية ستصوت للأستاذ فيصل بن شملان وليس فقط المحافظات الجنوبية, فالمعاناة واحدة وليست مقصورة على أبناء محافظة دون أخرى, والشعب اليمني بالكامل يعاني من جراء السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة للحزب الحاكم ونهج الفساد, واعتقد أن المقولة التي أشرت اليها, هي بسبب ما هو حاصل من السياسات الخاطئة للحاكم والتي تؤثر بشكل كبير على الوحدة, إلا أن قناعتي أن الوحدة ملك كل اليمنيين في جميع المحافظات, وقد أتت نتاجاً لكفاح كل أبناء الوطن شماله وجنوبه عقوداً طويلة, والحفاظ عليها مسئولية الجميع, و لا يجب أن تؤثر الممارسات الخاطئة لأي حزب او حاكم على الوحدة, والرد الطبيعي عليها وبما يحفظ وحدة البلاد هو اختيار من هو قادر على إيصال خير الوحدة إلى جميع أبناء اليمن, بعدما أثبت الحاكم فشله في ذلك وأنه يتعامل مع الوحدة كمكسب شخصي فقط.
تقول قناعات سياسية غير مسبوقة ما سر حماسك للمشترك؟
اللقاء المشترك خطوة نوعية متقدمة وتجربة متميزة، تمثل الإجماع في اليمن، وتعبر عن الوضع الحالي الذي دفع بسبب سوئه الجميع للائتلاف والاصطفاف لتحقيق آمال وطموحات الجماهير في العيش الكريم، وهو عنوان للولاء الوطني متجاوزاً كل نقاط الخلاف والاختلاف، والرغبة الصادقة للنهوض العام ومقاومة الاستبداد وفضح المفسدين، ورفع الظلم عن كاهل الشعب ووضع حد لمعاناته من خلال الإتحاد وتكاتف الجهود في سبيل إحداث التغيير الإيجابي باستخدام الوسائل السلمية والديمقراطية. وهو ائتلاف جمع شتى ألوان الطيف السياسي اليمني في مواجهة حزب واحد هو الحزب الحاكم القائم على المصلحة وغنائم السلطة, فاللقاء المشترك أكثر تمثيلا لليمن ويضم أهم الأحزاب اليمنية, فالإصلاح صاحب قاعدة جماهيرية لا يستهان بها, وله تاريخ نضالي عريق, والفكر الإصلاحي والشخصيات الإصلاحية لهم الدور الأبرز في صنع تاريخ اليمن الحديث وترسيخ دعائمه, وإن كان غيره هو من جير ذلك لمصلحته, إلا أن كل مطلع منصف لا يستطيع إنكار أن الإصلاح كان على الدوام الجندي المجهول في معركة بناء اليمن, وخصوصا فيما كان يسمى بالشطر الشمالي. أما الاشتراكي فهو ذلك الحزب الذي حكم جنوب اليمن ردحاً من الزمن, وصاحب الدور الأكبر في إعادة تحقيق الوحدة, وقياداته هي أكثر من ضحت في سبيلها, ومن الواضح أن الحزب الاشتراكي حين أقدم على الوحدة كان يحمل مشروعاً حضارياَ لبناء اليمن, والدليل على ذلك أنه ومع إدراكه أن المناطق الجنوبية والشرقية التي كان يحكمها قبل الوحدة لا تمثل أكثرية عددية من حيث السكان, إلا أنه تبنى النهج الديموقراطي كأسلوب إدارة للحكم, معولاً في اعتقادي على قدرته من خلال مشروعه الحضاري على مخاطبة الجماهير اليمنية وكسب مناصرتها, واعتقد أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبته بعض قيادات الاشتراكي محصور في إعلان الانفصال عام 94م, والذي كان ناتجاً -من وجهة نظري– عن عدم تحملهم لممارسات الطرف الآخر التي كانت بخلاف ما كانوا يتوقعونه وما اتفقوا عليه, وابسط مثال حي ورداً على الخطاب الرسمي الذي يختزل الوحدة في الحزب الحاكم وفي شخص واحد, هو هل كان يمكن تحقيق الوحدة لو أصر الحزب الاشتراكي على أن يكون علي سالم البيض رئيسا للبلاد - وهذا من حقه - وهنا أجزم أن الإجابة على هذا السؤال لن تكون بالإيجاب!
ماذا عن الناصري والحق واتحاد القوى الشعبية؟
الناصري حزب عريق له ماضٍ مفعم بالعطاء، وأخرج العشرات من الكوادر الحكومية التي اضطلعت بأدوار مميزة في فترات مختلفة، وإن كانت تولت مناصبها مؤخراً تحت اسم غير ناصري، كما أن الحزب الناصري ذو مواقف مشرفة على المستوى الوطني والإقليمي والإسلامي. أما حزبا الحق واتحاد القوى الشعبية فللكثير من قياداتهما أدوار وطنية لا يمكن تجاهلها، ناهيك عن المستوى الرفيع في أداء قياداتها في الفترات الأخيرة لاسيما في العمل في إطار اللقاء المشترك، والذي أكد أنها أكثر تمسكاً بالجمهورية والوحدة من الحزب الحاكم الذي يدير البلاد كمزرعة أو شركة خاصة وليس فقط كمملكة.
هل يحمل تناقضات في سياق تحالفه؟
هذا هو ائتلاف اللقاء المشترك الممثل الأوضح لليمن حاضراً وماضياً, والذي يتجسد فيه الأمل والمستقبل الأفضل, وأعتقد أن كل الشرفاء في هذا البلد العظيم سيلتفون حوله وحول مرشحه الشخصية الوطنية البارزة الأستاذ فيصل بن شملان, وأنا مرتاح لما أشاهده من تقارب متزايد يوما بعد يوم لبناء المشترك, وأن عوده يشتد رغم كل الصعوبات والعراقيل, ويكفي المشترك فخراً أنه في حين استهل الحزب الحاكم حملته بإعلان الحرب على البلاد ومكوناتها الأساسية, فإن برنامج المشترك ارتكز على البناء والحب والسلام, ولقد حان الوقت لكي يرتاح الشعب من هذا الصراع المفتوح منذ حوالي نصف قرن, وبعدما أثبت الحزب الحاكم أنه لا يجيد سوى إنتاج الأزمات والمزيد من الصراعات والمعاناة لهذا الشعب المنكوب.
هناك اتهامات من وسائل الإعلام المؤتمرية عن استثمارات كبيرة للإصلاح شملت بعض الشركات المعروفة بأنها تابعة لكم, كما كشفت أيضاً عن وجود تبرعات من دول الخليج لدعم الحملة الانتخابية للإصلاح.. ما صحة ذلك؟
للإصلاح وغيره من التنظيمات الحق في استثمار وتملك المشاريع الاستثمارية وفق القانون, إلا انه وبحسب اطلاعي فإن أحزاب المشترك لا تمتلك استثمارات تستحق الذكر, وما ذكر عن ملكية الإصلاح لبعض الشركات التابعة لي أمر لا يحتاج إلى رد, وفي المقابل فإن المؤتمر هو من يمتلك المليارات جمعها من المشاريع الاستثمارية مستغلاً موقعه وتصرفه غير القانوني بمقدرات الشعب, وبحسب علمي فإن الحزب الحاكم ومنذ عدة سنوات أصبح مشاركاً بصيغة أو بأخرى في معظم إن لم يكن كل المشاريع الاستثمارية الكبيرة التي يقوم بها القطاع الخاص المحلي او الأجنبي, وأستطيع التأكيد أن القيادة العليا للمؤتمر الشعبي يستغرق العمل التجاري الاستثماري جزءً كبيراً من وقتها اليومي, وهذا أحد أسباب نفور الاستثمار وكذا الانشغال عن القيام بالمهام الأساسية التي تتطلبها المناصب التي يحتلها هؤلاء مما يكرس الفشل, وهناك تحويلات بعشرات الملايين من الدولارات لأغراض خاصة بالحزب الحاكم وتتم حتى عبر حسابات رسمية بالبنك المركزي. على كل حال فأحزاب المعارضة تعكس واقع المجتمع اليمني, فهي أحزاب قليلة الموارد وامكاناتها لا تقارن بما لدى الحزب الحاكم من إمكانيات مالية هائلة, وهي تعول في نشاطها على الله سبحانه وتعالى وعدالة قضيتها وإخلاص وتفاعل أعضائها, الذين لا تحركهم المادة وإنما المبادئ, وكذا ما تحصل عليه من دعم بعض قياداتها ومن أعضائها ومن الشرفاء القادرين, وطالما والمؤتمر قد أشار إلى حصول المشترك على دعم من بعض التجار في الخليج, فإنني أدعو هؤلاء إلى القيام بذلك فعلاً وهذا وسام شرف لهم, فما فائدة أموالهم إن لم تساهم في محاربة الفساد والاستبداد والظلم الذي يستشري في وطنهم, كما أدعو لجنة القطاع الخاص التي تبرعت بمئات الملايين للحزب الحاكم أن تساهم بأضعاف هذا المبلغ لأحزاب اللقاء المشترك حتى تثبت مصداقيتها وإيمانها بالنهج الديموقراطي, وأنهم ليسوا مشاركين في جريمة اغتيال الأمل, وهم يعلمون أنهم سيكونون أول ضحايا تردي الأوضاع, في حال لم يحدث التغيير الإيجابي وترسيخ النهج الديموقراطي السليم.
تطرقتم في إجابتكم السابقة إلى استخدام وتسخير الحزب الحاكم لمقدرات وإمكانيات الدولة, واستخدام حسابات حكومية في البنك المركزي لصالحه, وبصفتكم عضواً في البرلمان..أين دور مجلس النواب إزاء ذلك؟
مجلس النواب أصبح هيئة موظفين تابعين للسلطة التنفيذية والحزب الحاكم, يسير عمله وفقا لما يخدم مصلحة الحزب الحاكم, والدليل على ذلك كثرة الإجازات لتعطيل عمله والجهود الرقابية لبعض الأعضاء, ودليل آخر ما حدث من استدعاء خلال الأسبوع الماضي لانعقاد مجلسي النواب والشورى لمناقشة الخطة الخمسية, فهذا ليس سوى مشاركة في تقديم وعود كاذبة تستخدم للدعاية الانتخابية, والمفترض تأجيل مثل هذه الخطة إلى ما بعد الانتخابات ليقوم بطرحها الحزب الفائز, هذه أمثلة بسيطة, وقد سبق وطالبت قبل عام بحل المجلس لأنه لا يقوم بدوره, وهذه إحدى عورات النظام.. تكريس الفردية وانعدام المؤسسية.
معروف أن الانتماء الحزبي عمل طوعي.. ترى ما تفسيركم للهجوم الحاد الذي شنته صحف المؤتمر رداً على استقالة النائب صخر الوجيه من المؤتمر الشعبي.. فما سبب كل هذه الضجة المثارة حول هذا الموضوع؟
هذا أحد جوانب سلوك المؤتمر الشعبي العام الذي لا يحتمل أبدا أي إجراء، وإن كان يعد أمراً طبيعياً، إلا أنه يعلم أنه وبكل ما يمارسه من ضغوطات على جميع أفراد المجتمع اليمني وقياداته ومن ضمنهم أعضاء مجلس النواب المنضوين في المؤتمر، وبما يمتلكه ويمارسه من آليات لمحاربة كل من يعلن أنه ليس معه أو أنه ينافسه، فما بالك بمن يخرج من صفوفه. وقد أثير وشعر بفشل ذريع، إذ كيف يمكن أن يجرؤ شخص بإعلان خروجه من المؤتمر، ولا يخاف على مصالحه، ولايخاف أن يحارب او تختلق له المشاكل، ثم تجد بعد كل هذه الجهود أناساً يتحلون بالشجاعة والقدرة على القيام بمثل هذا الأمر، وسبب هذا التشنج المؤتمري يعود إلى الإفلاس الأخلاقي في التعامل. أما الاستاذ صخر الوجيه فهو بشهادة كل منصف أبرز وجه برلماني في مجلس النواب الحالي, ومن أبرز الوجوه في المجلس السابق ايضا, رجل شجاع لم يقف إلا في الموقف الذي يعتز به أبناء دائرته الذين انتخبوه, وهو أكثر المدافعين عن حقوق ابناء الشعب, ومن أشد المحاربين للفساد, لا يخاف في الله لومة لائم, وخروجه وإن حاول الاعلام المؤتمري التقليل منه يمثل ضربة قوية, وهو تعبير عن رغبة كثير من أعضاء مجلس النواب المنضوين في المؤتمر, الذين يشعرون في قرارة أنفسهم أنه لا يليق بهم أن يكونوا في حزب يتبنى الفساد, إلا أنهم لا يمتلكون نفس شجاعة الأخ صخر, وقد يكون لدى كثير منهم نفس النوايا, مع أملنا أن نسمع ونجد كثيراً ممن يلتحقون بهذا الدرب, ومثل هذه المواقف تسجل لأصحابها, وقد سجل التاريخ اليمني لصخر الوجيه ما قام به.
هل لكم كلمة أخيرة.. وإلى من توجهونها؟
ونحن أمام هذا الاستحقاق الانتخابي الهام اوجهها أولاً للمؤتمر الشعبي العام بأن عليكم مسئولية كبيرة تتمثل في حسن إدارة العملية الانتخابية، وأنتم المسيطرون على كل مقدرات البلاد، ونجاحكم في هذه المهمة لا يقاس ببقائكم في السلطة، انما بنجاحكم في خدمة الوطن، وفي المقدمة إرساء قواعد الممارسة السياسية السليمة، مالم فأنتم من سيتحمل المسئولية التاريخية لأي نكوص عن النهج الديمقراطي. كما أوجه ايضا عبر صحيفتكم رسالتي إلى احزاب اللقاء المشترك, أولاً إلى قياداتها التي نشكرها كثيرا على كل خطواتها المباركة في الفترات السابقة, آملين منهم مواصلة المشوار حتى تحقيق أهدافهم الخيرة لليمن ولليمنيين, وفرض التغيير الايجابي السليم, والوصول بالبلاد إلى بر الامان, وبما يحقق ما جاهد وكافح من أجله كل الشرفاء منذ قيام الثورة والتحرر من الاستعمار وحتى الآن, وما قامت من أجله الوحدة اليمنية المباركة, ونهنئهم على مرشحهم الاستاذ القدير فيصل بن شملان, وأدعو كافة قواعد وقيادات المشترك إلى مزيد من التلاحم والتعاضد وكثيرمن العمل الجاد, فهذه فرصة تاريخية, والانتخابات حق لهم, وعليهم أن يخوضوها بجدارة واستحقاق, ويدافعوا عن نزاهتها, ويواصلوا نضالهم الديموقراطي والسلمي وصولاً إلى تحقيق أهدافهم, كما ادعو كل الشرفاء من أبناء هذا البلد العظيم للالتفاف حول الأستاذ فيصل بن شملان وكافة مرشحي المشترك في المحليات سواءً على مستوى المديريات او المحافظات, إسهاما منهم في حسن تسيير أمور المناطق المختلفة.
وأنصار المؤتمر.. ماذا عنهم؟
أتوجه ايضا إلى الاخوة في قواعد المؤتمر الشعبي وأدعوهم للانتصار للوطن، وألا يظلوا مطية لأصحاب المصالح الشخصية، وأن يعلموا أن من وضعوا ثقتهم بهم مرة تلو المرة قد خذلوهم، وعلى كل واحد أن يتلمس أحواله المعيشية ليجد الرد الحقيقي، وهل أوفى هؤلاء بما عليهم، وأن مصلحتهم الحقيقية تكمن في دعم التغيير الايجابي واختيار من يستحق أن توضع فيه الثقة خلال الفترة القادمة. آملاً لبلدنا كل الخير، وأن تتم هذه الانتخابات في أجواء ديموقراطية سليمة، وأن يتسع اليمن لكل أبنائه وان لا يظل حكراً على فئة دون أخرى.