ما موقف التجمع اليمني للإصلاح من احتجاجات المتقاعدون العسكريون والمدنيون بالجنوب وما مدى تأثيرها على وحدة اليمن؟
حميد الاحمر: بالحقيقة موقف التجمع اليمني للإصلاح وبقية احزاب اللقاء المشترك هو موقف واضح فنحن ايدنا ونؤيد حقوق المتقاعدين المسلوبة منذ 1994م حتى الان ونحمل السلطة مسؤولية اهمال هذه المطالبات الطويلة وفي نفس الوقت نحن مع الوحدة الوطنية فالوحدة اليمنية حقيقة لا يمكن التراجع عنها وما يحدث من غياب لدولة النظام والقانون واختراقات كبيرة تمارس احيانا من قبل السلطة نفسها تؤدي الى مثل هذه الاختلالات التي تترك اثارا عميقة في المجتمع اليمني وللأسف فيما يتعلق بجانب المتقاعدين فقد ظهر بوضوح امر خطير وهو البناء غير الدستوري والقانوني للقوات المسلحة التي لم تبنى في الفترة الاخيرة على اسس سليمة بعيده عن المنطقية حتى نستطيع ان نعد هذه المؤسسة للوطن وما حصل مع المتقاعدين دليل فلو لم يكن لهذه المطالبات حقيقة لما استجيب لها وهل يحتاج كل يمني وكل مظلوم وعموم الشعب اليمني مظاليم ان يمر بنفس المخاض الذي مربه المتقاعدون إما الاصوات التي صدرت من البعض والتي قد يكون بعضهن مندسين من جهات مختلفة فهي لا تعبر عن المتقاعدين الذين كانوا يطالبون بحقوق سمعنا وسمعتم جميعا الاستجابة الكاملة لها واهنئهم على نيل مطالبهم وهذا يأكد انه ما ضاع حق وراءه مطالب.
القناة: قلت ان هناك غياب واضح لدولة النظام والقانون لماذا برأيك وهل البرلمان معني بهذا الغياب واين دور البرلمان في حل القضايا من هذا النوع؟
حميد الاحمر: للأسف البرلمان دوره ضعيف جدا وهذه هي واحدة من المآسي التي يمر فيها اليمن غياب دولة المؤسسات ناتج في وجهة نظر عن الدور الضعيف لمجلس النواب الذي تسبب فيها الكتلة النيابية الكبيرة للمؤتمر الشعبي العام التي تحولت من نواب للشعب الى مدافعين عما يأتي من الحكومة ومنتظرين لصدور توجيهات السلطة التنفيذية وبالتالي غابت المؤسسية وغاب من يمكن ان يراقب احترام الدستور والقانون لا يمكن ان يصلح حال اليمن الا اذا سعينا جميعا لتأسيس دولة تراعي حقوق الافراد والجماعات واذا ما توقفت السلطة عن التعنت الذي اتسم به اداءها خلال السنوات السابقة وعدم السماع لشركاء الحياة السياسية والدخول في حوارات تنتهي دائما بمماطلة ومغالطة وعدم تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه الذي هو ينطلق من روح الدستور والقانون انما نؤمل ان الوضع الخطير الذي وصلت اليه البلاد سيكون كافي لدفع السلطة للتعامل الجاد مع قضايا الوطن في الفترة القادمة ومعرفة انه لا خيار ولا بديل للدستور والقانون الا الفوضى.
القناة: لوحظ في الأوان الاخيرة انكم في اللقاء المشترك تتحركون باتجاه المواطنين لعقد لقاءات معهم في العديد من المناطق في الجنوب وغيره ما هو الهدف من هذه الزيارات والى أي مدى يمكن ان تشكل بداية لحملة الانتخابات المقررة العام القادم في عام 2009م؟
حميد الاحمر: اخي العزيز نحن أحزاب وتنظيمات سياسية نمثل الشعب وننطلق في رؤانا من احتياجاتهم ونسعى لان نحل محل هذه السلطة لتحقيق الخير لهؤلاء فمن الطبيعي ان نتصل بهم ومن الطبيعي ان يكون بيننا وبينهم لقاء جماهيري خصوصا في ظل الوضع القائم في اليمن الذي فرضت فيه الدولة احتكار شديد على وسائل الاعلام حتى على مستوى رسائلSMS تتعرض لقطع من وقت لآخر فما هو البديل للتواصل مع المواطن الا النزول الميداني اما فيما يتعلق بالانتخابات ففي مواسمها فرصة وهذا ما نحاول ان نرسله كرسالة واضحة جدا للسلطة فلنجعل من الانتخابات القادمة امل لكل اليمنيين يزيل الاحتقانات التي تسبب فيها الاداء السيء للسلطة في الفترات السابقة من مصادرة حقوق الافراد والجماعات ولنعمل جادين من خلال الحوار الذي بدأ لنؤسس لملعب سياسي مهيأ ولممارسة ديمقراطية حقيقية يكون فيها الشعب هو وحده صاحب الكلمة وبالتالي لن نجد ابدا من يمكن ان يصدر عنه تعابير ضد الوطن لان للأسف ونحن لا نؤيد هذا الشيء السبب في مثل هذه التعابير او المشاعر السيئة هو الظلم الذي وقع عليهم ولو اننا نقول لهذا المظلوم لا يبرر موقفك انك مظلوم فيجب ان نتجه نحو الظالم باتجاه سليم وهو المطالبة بحقوقنا اولا السياسية التي يمكن ان تمهد الطريق لبقية الحقوق ان شاء الله.
القناة: ربما يعتبر سيد حميد كثيرون هذا الخطاب الان هادئ وعقلاني نوعا ما في حين نقل عنكم في السابق انكم دعوتم الى ثورة شعبية في اليمن لاسيما خلال الحملة الانتخابية الرئاسية التي نافستم فيها الرئيس صالح بالمرشح فيصل بن شملان.. هل بالفعل تؤيد اقامة ثورة من هذا النوع هل سوف يحتمل اليمن ان تقام فيها ثورات شعبية؟
حميد الاحمر: والله نامل يا اخي ان اليمن لا يحصل فيها اي اضطراب وانا لم ادعو لثورة انا حذرت انه اذا ما أغلقت الابواب امام الناس فان هذا قد يدفع الى ثورة شعبية واعتقد ان كل منصف يشاطرني الراي بان ما حدث في بعض المناطق اليمنية في الأوان الاخيرة انما هو بوادر ثورات شعبية وهو تأييد لما حذرت منه واريد ان الفت الانظار انه ليس فقط في بعض المناطق الجنوبية صدرت بعض التعابير التي تمس بالوحدة بل اننا سمعنا من قيادي مؤتمري وثيق الصلة بالمؤتمر الشعبي من محافظة الجوف من مشايخها انه قد يعلن الانفصال في الجوف فهذه الاحتقانات هي نتيجة لغياب الدستور والقانون وهي نتيجة لعدم السماع لصاحب الحق لعدم ادراك واجبات السلطة والحكم.
القناة: أنتم في احزاب اللقاء المشترك طالما واجهتم الانتقادات الى الاداء الحكومي وشكاوى إذا صح التعبير من الوضع القائم والحزب الحاكم دائما يطالبكم بتقديم البدائل لما هو موجود.. ما هو بديلكم لما هو موجود؟
حميد الاحمر: من الجانب السياسي نحن نطرح انفسنا كبديل للسلطة اما البدائل للفوضى فهو كما قلت لك ان يسير الحوار القائم حاليا بين احزاب اللقاء المشترك وبين المؤتمر في الاتجاه السليم لاحظتم الاسبوع الماضي ان الحكومة كانت قد حاولت ان تتبنى مثل هذا الامر الا بإيحاء منه لا يقاف مثل هذا الامر لسنا بحاجه الى ان يلعبوا ادوار بين الرئاسة وبين الحكومة فلنتعامل تعامل جاد فلندخل في حوار نؤسس من خلاله بنيان سياسي سليم وآليه انتخابية قادرة على ان تزيل كل الاختقانات والبديل بان نتفق اننا لسنا ملاك للقرار السياسي الى الابد اننا لسنا الا مشاريع نقدمها للمواطن فيختار المواطن ما يناسبه من وقت لآخر وانك يامن انت في الحكم قد تخرج المعارضة وان المعارضة ليس من الجرم ان تتجه نحو الحكم اذا ما رأت انها اصلح واذا ما رأى الشعب المجرب للسنوات الطويلة لم يستطيع ان يحقق الا فساد الا جوع الا تدمير لكثير من اسس قيام الدولة.