سأبدأ من حيث انتهى حوار المنظومة السياسية.. لا شيء يتقدم في حوار المشترك مع الحزب الحاكم سوى الصفر ذلك ما آل إليه الوضع الأسبوع الفائت بشأن إصلاح الإدارة الانتخابية؟
إذا أصر المؤتمر على ممارسة تسلطه فلسوف يكون ذلك ضد إرادة المواطنين من خلال تمسكه بتركيبة اللجنة العليا للانتخابات وعلى إسناد عملية اختيار لجان القيد والتسجيل إلى إحدى وزارات الحكومة التابعة للحزب الحاكم» هو إصرار واضح على رغبة مبيته لتشويه السجل الانتخابي» ولتغيير وتزوير إرادة الناخبين» دون أن يكون هناك رادع والمتمثل في إدارة متوازنة من كافة القوى السياسية للعملية الانتخابية» ومرجعية قضائية نزيهة قادرة على أن تفصل بالخلافات الانتخابية بشكل سليم وعادل» وفي نفس الوقت تقوم بإصدار الأحكام العقابية على من ثبتت إدانته بأعمال مخلة بالانتخابات من اللجان التي ستكلف.. وهذا مطلب عادل.
مطلب ممن؟
من كل أطياف المجتمع وشرائحه وقواه السياسية» ورفض ذلك بمثابة علان رخية التكريس الوضع النائم واحثلإل كرسي السلطة ووجهة نظري هذا يفقد العملية الانتخابية شرعيتها.
في اعتقادك.. لماذا يتصرف المؤتمر الشعبي العام هكذا وبتلك النوايا مع شركائه في العمل السياسي؟
بالطبع هو شعور بالإفلاس لدى الحزب الحاكم» خاصة في ظل ما أبداه الأخ الرئيس من إصرار على المضي في قراره التاريخي بعدم الترشح» ولا أدري لماذا يفقدون الثقة بأنفسهم إلى هذا الحد.. الأولى بهم أن يعدوا انفسهم لمعركة نزيهة بدلا من أن التمسك هذه المعركة ونتائجها وفي اعتقادي لن يجدوا من يشاركهم الحلبة في حال أصبحت عبارة عن مسرحية هزيلة.
إذن» هي دعوة لمقاطعة الانتخابات؟
أرجو بل وأتمنى ألا تدخل أحزاب اللقاء المشترك في العملية الانتخابية كديكور مجمله؛ ما لم تضمن أن الحد الأدنى من نزاهة الانتخابات متوفرة وهذا أعتقد أنه لن يتأتى أبدأً في ظل الإدارة المنحازة» التي لا تحتاج أبدأ إلى مزيد من الإثباتات على عدم حيادتيها. يا أخي» المتابع الشأن السياسي اليمني يستطيع بسهولة أن يتبين أن هذه اللجنة لم تصمد ولم تثبت حيادتيها بل إن براهين انحيازها واضحة جداء وبالتالي فإن أية مشاركة في ظل عن ستكون تكريساً -كما قال د. 5 سعيد نعمان- لإفراز نفس الأوضاع القائمة» وسمعنا ذلك من الأخوين محمد اليدومي وسلطان العتواني» وإن شاء الله يكونون ثابتين عند هذا الأمر.
أي نوع من المقاطعات التي تدعو اليها؟
عندما تكون المقاطعة لأسباب تصل إلى الطعن بشرعية العملية الانتخابية» فمعناها شرعية ما تنتجه هذه العملية الانتخابية» وبالتالي فعليها نقاطع؛ ونختار الطريق الذي يفرض فيه إعادة الشرعية للسلطة» لكني مع هذا لدي تفاؤل» ويزداد هذه التفاؤل كلما سمعت الأخ الرئيس يكرر إصراره على عدم ترشيح نفسه للانتخابات» وبغض النظر عن ترشحه من عدمه؛ يمتلك الرئيس الجدارة والرصيد التاريخي الكبير الذي يجعله يعمل لإرساء قواعد عملية انتخابية سليمة» توصل الشعب إلى مرحلة التداول الفعلي والسلمي للسلطة؛ وسيكون هو صاحب الانتصار الأكبر.. عندما ينتصر لحاجة ورغبة الجماهير لحاجة ورغبة الوطن» ليس لعدم رغبة الناس لبقائه» ولكن لحاجة الناس للتداول السلمي للسلطة فعلياً.
هل أنت راض عما حققه إلى الآن اللقاء المشترك؟
إن تجربة اللقاء المشترك كانت ضرورة وطنية» أملتها ظروف وحاجة المرحلة السياسية التي يمر بها البلد» وهي حتى الآن حققت تحلمك أستطيع أن أقول عليه إنه كبير على كافة المستويات وأستطيع أن أؤكد أن هذا اللقاء أصبح بناؤه متيناً ومتماسكا وبإذن الله سيكون قادراً على السير إلى أن يصل إلى أهدافه التي تخدم مصلحة البلاد» وقادراً على الانسجام الكامل وتقديم نفسه كمؤسسة معارضة تصلح أن تكون بديلاً أمثل للحكماء بدلاً من الحزب الحاكم؛ كونه يمثل المجتمع اليمني بشكل أسلم وأفضل.
الانسجام والتماسك الذي ذكرته هل يسري على قواعد هذا اللقاء؟
الشيء الطيب الذي وصل إليه التعاون في اللقاء المشترك أنه بدأ ينتقل بشكل قوي وواضح من مستوى القيادة العليا إلى القيادات الوسطية والقواعد.
كيف؟
أورد لك مالاً؛ أنا ألمس في محافظة عمران التي أرأس فيها المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح أن التفاهم والتقارب بين قواعد اللقاء المشترك أصبح اليوم أفضل» وأصبحت ضرورات هذا التحالف السياسي الاستراتيجي على مستوى جيد من الفهم لدى هذه القواعد وإذا سألتني كعضو في التجمع: أحد أحزاب المشترك ما هو شعوري بهذا التكتل السياسي فإنني أنظر إلى قيادة ائتلاف أحزاب اللقاء المشترك كقيادة سياسية لي أتقبل منها بشكل جماعي وما يخرج عنها يعد بمثابة توجيهات تنظيمية لي» ولم نعد نتوقع -على الأقل أتكلم عن نفسي- في مثل هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها البلد وبعد هذا المشوار الذي قطعة أن يأتي حزب الإصلاح بقرار استراتيجي منفردا ولكني أتوقع أن اليوم قراراتهم الاستراتيجية ستكون معبرة عن قيادتهم الجماعية» وعن الاحتياج الفعلي للسير بهذا الاتجاه إلى الأمام.
قيادات في الحزب الحاكم يتحدثون كثيرا عن صفقات ستعقد قبل الانتخابات؟
إذا كان المقصود أن تتم الصفقة بين قيادات المشترك ككل مع الحزب الحاكم؛ فلا تجتمع أمتي على ضلالة» أعتقد أن قيادة اللقاء المشترك تتحلى بقدر كبير جدا من الوطنية» بالشكل الذي لا يمكن أن نتصور معها أن هذه القيادات يمكن أن تدخل في أية صفقات فردية.
هم يغمزون من زاوية العلاقة بين المؤتمر والإصلاح؟
أؤكد لك أنه لا الإصلاح ولا الاشتراكي ولا الناصري ولا غيرهم من أحزاب اللقاء المشترك يمكن أن يقبلوا أن يدخلوا في أي تفاوض مباشر وفردي يصلون فيه إلى توافق سياسي مع الحزب الحاكم؛ بعيداً عن اللقاء المشترك ككل: لآن ذلك أصبح من الماضي. اليوم البلد في الحافة» إما أن يتم الإنقاذ أو الانهيار لم يعد هناك مجال للمناورات أو للاتفاقيات التي تقوم بعمل نوع من التأجيل والتخدير.
في ظل الهيمنة والإقصاء اللذين يمارسهما الحزب الحاكم هل يستطيع اللقاء المشترك بوضعه الحالي أن يؤسس لعمل ديمقراطي حقيقي في المستقبل؟
الحياة في البلاد قد أصبحت خانقة والمستقبل قاتم بفعل ممارسات الحزب الحاكم وإذا لم يكن المشترك قادراً على مثل هذا الأمر لن تكون هناك أية جهة أخرى قادرة على فعله. المشترك يستمد قوته التي ستمكنه بإذن الله من الوصول إلى هذاء من التحامه بالجماهير وتعبيره عن احتياجها ووعيه الكبير لمتطلبات المرحلة» ويمتلك مخزوناً كبيراً جداً من تراكم الخبرات» ومن القيادات ما يؤهله لهذا العمل.
حزب الأكثرية يعيق طريق الديمقراطية؟
لا شك أن الطريق صعب ولو كان الطريق ممهداً ما كنا احتجنا أساساً لمثل هذه التحالفات: لأننا نعيش في وضع غير ديمقراطي؛ وغير مؤسس تأسيسا سليما فالأصل في الأمر أن هذه الأحزاب "اللقاء المشترك" التي خاضت متفردة في السابق دورات انتخابية. كانت ستستمر في هذا النهج» ولكن لإدراكها الخلل الكبير في البنيان الديمقراطي والبنيان المؤسسي في الدولة» كان لا بد لهم أن يتجمعوا وبالمناسبة» فأنا ضد أية دعوات تثبيطيه بأن المشترك ليس قادرا لأن هذه ليست إلا دعوة انهزامية» وكان اليمن محكوم عليها أن يسير إلى ما لا نهاية في هذا الخط المعوج؛ ولعل هذا الاعوجاج هو الذي سيزيد من فرص النجاح والتغيير إلى الأفضل بإذن الله.
ما الذي يملكه المشترك في مواجهة الحزب والسلطة والدولة بكل إمكانياتها؟
إن عجلة اللقاء المشترك تدور ويمتلك اللقاء المشترك في ثناياه زخما كبيرا جداً شعبياً وتاريخيا وخبرات هائلة» وإذا توفر الحد الأدنى اللازم من نزاهة العملية الانتخابية» يستطيع المشترك أن يخوض الانتخابات ويحقق فيها انتصاراً كبيرا لأنه أكثر تمشيلاً لليمن من الحزب الحاكم ووصل إلى مرحلة جيدة من الوعي الذي يمكنه من أن يصوغ عملا جماعياً مشتركاً.. صحيح أن الوضع الذي وصلت إليه البلاد سيء ويحتاج إلى معالجات كثيرة حتى نعيد إليه العافية» لكن المشترك أكثر قدرة من غيره على أن يقوم بهذه العمليات الجراحية لهذا الوطن المكلوم وإعادة العافية إلى جسده والأمر يتعلق هذه المرة بالأعمال وليس بالعواطف.
ما هو سر إخفاق الحزب الحاكم في قيادته للبلاد؟
اليوم الحزب الحاكم أو السلطة تضع نفسها بديلاً عن الشعب وليست قائدة له» وبالتالي عطلت كل إمكانياته.. ولذلك؛ أعتقد أن المشترك يمتلك من الرؤية ما يمكنه -إذا ما تولى زمام الأمور في البلد- من أن يكون قيادة للشعب وليس بديلاً عنه.. واحدة من اللافتات التي نراها في الخطاب الإعلامي للمشترك»: أنه سيقودك ولن يحل محل الشعب وإن من سيستخدمهم في إدارة الدولة ليس بالضرورة التنظيميين الحزبيين من أعضائه فقط بل كل كادر في اليمن.. والبلد قادر على أن يعطي ولو أن الحزب الحاكم حالياً وضع الأمور في نصابها.. يحترم معنى الوظيفة العامة» ويقدر كفاءات البلد» ما وصلنا إلى ما أوصلنا إليه. لذلك فاللقاء المشترك.
إذا ما وضعناه كبديل» بما يحمله من فكر وقدرة على استيعاب أنه يقود ولا يؤمم سلطة الدولة وفقا لرؤى تستطيع أن تغرس بذور المحبة بين الناس بدلا من بذور الكراهية التي تغرس فينا طيلة هذه الفترة» إلى أن تحرك طاقات البلد بشكل إيجابي» وتستفيد من كل من هو قادر على إفادة البلد» وليس تعطيل وتهميش وترحيل وتنفير الكفاءات. وأعتقد أنه سيكون واحداً من مرتكزات النجاح هو فهم ووعي نجده متجسدا تماماً عند قياداتنا وفي الأخير لا أعتقد أيضاً أن هناك وضعية أسوأ مما نسير فيه الآن، فل نعط الآخرين فرصة ولنجرب.
ما ذكرته من تماسك ومتانة لهذا اللقاء المشترك يستفز كثيرا الحزب الحاكم وإعلامه؟
هذا صحيح.. اليوم يرمون بالتهم هنا وهناك» ويتساءلون لماذا يجتمع هذا الطيف السياسي؟ لماذا يتناسون ماضي التنافر الذي فرضته أوضاع وأوقات سابقة؟ أيضا لماذا نمتلك القدرة على أن نغلب مصلحة البلد والوطن على بقايا ماض لم نمكنه من أن يحاصرنا وأن نعيش محاطين به؟ ثم لماذا يجتمع العزي محمد اليدومي بخانة واحدة مع الدكتور ياسين والأستاذ سلطان العتواني والأستاذ الرباعي وبقية شركائهم في العمل السياسي؟ اللقاء المشترك تجسيد لقدرة الشعب اليمني على الصيرورة في جهة واحدة وهدف واحد وهو إعادة الثقة بين أبناء الشعب. وهذا ما يستفز بعض إعلام الحزب الحاكم وقيادته التي لم تستطع الظفر إلى الوطن الممزق الخالي من كل شيء أي رفاه مادي ومعيشي.
توسيع السلطة التشريعية ومنح صلاحيات لمجلس الشورى وانتخابات نصف أعضائه من خلال تعديل مواد في الدستور وإلغاء أي دور مؤثر لمجلس النواب» يعتبره الحزب الحاكم ضمن مشاريعه للإصلاح السياسي والدستوري» مقابل ما طرحه اللقاء المشترك؟
أعتقد أن العملية برمتها ليست إلا نوع من الإلهاء.
ماذا تقصد»
إذا كان مجلس النواب جوهر منتخب من الشعب- لم يعط الصلاحيات التشريعية والدستورية لماذا هذا التعديل وخلق كيان آخر نفتت فيه الصلاحيات التي لم تمنح أساسا؟! في اعتقادي أولاً تمنح الصلاحيات وتمنح القدرة على الممارسة؛ وبعد ذلك نتحدث عن أن يشترك في اتخاذها أكثر من جهة. وأما مسألة تحويل تعيين نصف مجلس الشورى إلى انتخاب: فالأمر ميؤوس منه إذا كانت العملية الانتخابية برمتها ميؤوسا منها فلماذا تنفق البلاد الكثير على انتخابات شكلية؟! نصلح العملية الانتخابية قبل أن نحول ذا المعينين إلى منتخبين» وإلا فقرارات التعيين أقل كلفة.. التعيين المباشر أفضل من التعيين بطريقة الانتخاب والالتفاف على الديمقراطية.
المشترك طرح في مشروعه مسألة انتخاب مجلس الشورى؟
أحزاب اللقاء المشترك خاطبت جذور المشكلة» ووضعت حلولاً شاملة في الإصلاح السياسي والدستوري والاقتصادي... الخ.: القضية ليست قضية جزئية كما يريدها المؤتمر» والمعالجات لا بد أن تكون كلية وشاملة.
إذا أردنا أن نبني بلادنا فعلينا أن نصلح الأساس ونرفض أن يحكمنا إلا القانون والدستور وهو ما أكد عليه المشروع السياسي لأحزاب اللقاء المشترك. نريد أن نضع الآليات التي تجعل من هذا القانون والدستور محترما ويلبي الاحتياج» ويساير الوضع بشكل سليم» وعليه إذا ما توفرت الجدية والصدق فإن التعديلات الدستورية التي يحاول المؤتمر طرحها لم تكن إلا جزء مما يجب فعلا تعديله.
في هذا السياق دعا الرئيس الأسبق علي ناصر محمد لتشكيل حكومة وحدة وطنية لإخراج اليمن من أزماتها المتلاحقة» لكن دعوته قوبلت بالتهكم من قبل الحزب الحاكم؟
حقيقة أنا أؤيد ما طرحه الأخ الرئيس علي ناصر محمد وأعتقد أن دعوته صادقة من أجل الخروج مما نحن فيه بعيداً عن التشنجات وهي تنسجم مع كثير مما كنا نسمعه من تصريحات للحزب الحاكم لفترات سالفة» من أنه مستعد أن يحتوي غيره. وعمل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع» وتشرف على أية عملية انتخابية وإجراء التعديلات الدستورية اللازمة والشاملة التي يمكن أن تحسن الوضع السياسي. وفي تصوري إن هذه الدعوة للرئيس علي ناصر محمد فيها الكثير من العقلانية» واستغرب لما واجهته من الكم الكبير من التجني من قبل الحزب الحاكم.