- عقد مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية اجتماعه الدوري امس الخميس، بحضور السادة: معالي الوزير بشارة مرهج القائم بأعمال رئيس مجلس الأمناء، ومعالي الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر رئيس مجلس الإدارة، والحاج حسن حدرج نائب رئيس مجلس الإدارة، وأعضاء مجلس الإدارة: الأستاذ صلاح عبد المقصود، والأستاذ معن بشور، والمهندس منير سعيد، والدكتور موسى أبو مرزوق، والأستاذ ياسين حمُّود. واستُهلَّ الاجتماع بمناقشة تقرير مفصل عن واقع مدينة القدس، والتطورات المحلية والإقليمية والدولية المتصلة بقضية القدس، ثم تباحث المشاركون في أبرز مسارات العمل والتحرك لمواجهة مخططات الاحتلال، ودعم صمود المقدسيين، وأكد المشاركون ما يأتي :
أولًا: نتوجَّه بتحية إجلال وإكبار للمقاومين الأبطال في الضفة الغربية المحتلة، وفي مخيم جنين خصوصًا، الذين مرَّغوا أنف الاحتلال، وصدّوا عدوانه ومحاولة اجتياحه للمخيم بتاريخ 3/7/2023. لقد عاد الاحتلال يجرُّ أذيال الهزيمة، وقُهِرَ جيشُه الذي قيل عنه إنَّه لا يُقهَر، وخرج مقاومو جنين من هذه الجولة مرفوعي الرأس، منتصرين بوحدتهم، وبسالتهم، وأسلحتهم، وعبواتهم التي زلزلت الأرض تحت آليات الاحتلال وجنوده. وندعو إلى حماية هذا الإنجاز الوطني الثوري الكبير، وتسييجه بالوحدة، وتطويره بمزيد من مبادرات استنزاف الاحتلال، وتمكين المقاومة في جنين وكل الضفة من كل ما يلزم من سلاح وتقنيات. وندعو الإخوة في السلطة الفلسطينية إلى تنفيذ جديّ لقرارات وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وقطع العلاقات معه، وإلى وقف سياسة اعتقال المقاومين التي تتنافى وقيم شعبنا وتضحياته، وتوفير بيئة حاضنة للمقاومين، وبهذا تكون السلطة شريكة في مواجهة فاعلة للاحتلال، كما كان عناصر أجهزتها فاعلين في انتفاضة الأقصى حتى ارتقى منهم شهداء يستحقون التحية.
ثانيًا: إنَّ ما نشهده من عدوان إسرائيلي متصاعد على المسجد الأقصى، هو ترجمة عملية للحرب المفتوحة التي أعلنتها حكومة نتنياهو اليمينية على المسجد. فقد تمادت سلطات الاحتلال ومنظماته المتطرفة في استهداف المسجد الأقصى، وشرَّعت أبوابه لأفواج المستوطنين المقتحمين الذين لم يوفروا فرصة لأداء الشعائر والصلوات اليهودية داخل الأقصى، ومحاولةِ تقديم القرابين فيه. ووصل الأمر حد طرح أحد أعضاء الكنيست عن حزب الليكود المتطرف عميت هليفي مشروعًا لتقسيم الأقصى مكانيًّا، ويقضي باستيلاء اليهود على 70% من مساحة الأقصى. وواصل الاحتلال استهداف حصون الدفاع عن المسجد الأقصى بشتى الطرق، وخاصة سياسةَ الإبعاد التي شملت مؤخرًا الشيخ الدكتور ناجح بكيرات نائب مدير الأوقاف الإسلامية. وأمام هذه العدوان المفتوح ندعو إلى كسر سياسة الإبعاد الجائرة، وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى، وتفعيل رباط عائلات القدس الأبية، والاعتكاف في المسجد والاحتشاد الكثيف فيه لصدِّ اقتحامات ذكرى "خراب المعبد" في 27/7/2023. وندعو الأشقاء في الأردن قيادةً، وهيئاتٍ، وشعبًا إلى مضاعفة الجهود لمنع الاحتلال من الإجهاز على الأوقاف الإسلامية الأردنية، والاستفراد بمسؤوليها وموظفيها، واستباحة حرمة المسجد من قبل المستوطنين المتطرفين والنواب والوزراء الإسرائيليين.
ثالثًا: إنَّ اعتداءات الاحتلال على المسيحيين والأملاك المسيحية في القدس بلغت مستويات متقدمة جدًّا، وفي الأشهر القليلة الماضية فقط، اعتدت سلطات الاحتلال ومنظماته المتطرفة على المقبرة البروتستانتية في جبل صهيون، ودير القديس جيمس الأرمني في البلدة القديمة، وكنيسة حبس المسيح للفرنسيسكان في البلدة القديمة، واستولى المستوطنون على "أرض الحمراء" في سلوان وهي تابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس، وفرض الاحتلال قيودًا مشددة على المسيحيين المحتفلين بعيد الفصح وسبت النور، واعتدت على بعضهم، ومنعت عددًا من الوصول إلى القدس. إننا نؤكد أن ما يفعله الاحتلال بحق المسيحيين في القدس يندرج في خانة التهجير واجتثاث الوجود المسيحي العريق، ومن المخزي أن يتعامى المجتمع الدولي عن فداحة جرائم الاحتلال بحق المسيحيين وكنائسهم وممتلكاتهم، وندعو الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى كشف جرائم الاحتلال بحق المسيحيين في القدس، والدفع باتجاه ملاحقة الاحتلال ومحاسبته، وبذل كل ما يلزم من جهود لحماية الوجود المسيحي في القدس. وفي سياق الدفاع عن الوجود المسيحي نعلن عن تضامننا مع نيافة المطران عطا الله حنَّا الذي صدر قرار بنقله من القدس إلى عكا، ونرى أنَّ بقاءه في القدس أجدى ليواصل دوره في الدفاع عن المدينة المقدسة في هذه المرحلة الخطيرة. ونطالب بطريرك القدس ثيوفيلوس بالتراجع عن القرار استجابةً لرغبة الفلسطينيين وأبناء أمتنا الذين يقدرون نضال المطران عطا الله ويرون ثباته في القدس ضرورة وطنية.
رابعًا: إنَّ طرد عائلة صب لبن من بيتها في البلدة القديمة من القدس جريمة يواصل عبرها الاحتلال جريمة التطهير العرقي التي مارسها ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، وهي تعبر عن طبيعته الإلغائية، ونحن إذ نتضامن مع عائلة صب لبن قولًا وفعلًا، نحذر من وجود مخطط إسرائيلي لتهجير آلاف الفلسطينيين من القدس، وندعو إلى تدفيع الاحتلال ثمنًا باهظًا ردًّا على سياسة الاستيلاء على بيوت المقدسيين، ومحاولات زرع بؤر استيطانية في أحياء البلدة القديمة وعموم القدس، ولا شيء يجدي في مثل هكذا قضايا سوى فتح كل الخيارات التي تؤدي إلى دفع المستوطنين إلى ترك بؤرهم جراء الثمن الأمني الذي سيدفعونه.
خامسًا: ندعو إلى إطلاق أوسع حملة تشارك فيها الحكومات والمؤسسات والهيئات العربية والإسلامية وأحرار العالم، لنزع الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يلتزم مطلقًا بقرارات الأمم المتحدة التي فرضتها عليه مقابل الاعتراف به عضوًا فيها. وندعو إلى محاكمة قادة الاحتلال في كل بلد متاح، وسوقهم إلى العدالة ومحاسبتهم على جرائهم بحق الشعب الفلسطيني.
سادسًا: إنَّ التطورات على المستويات الفلسطينية والإقليمية والدولية، وعلى مستوى الداخل الإسرائيلي الذي يموج بالخلافات والاضطرابات، تؤكد أنَّنا أمام فرصة سانحة لتحقيق أهداف ثمينة في مرمى الاحتلال، وزيادة غلَّة الانتصارات عليه، وهذا يتطلب مزيدًا من مساعي تحقيق الوحدة في أمتنا، وتنسيق جهودها، وتوفير كل الدعم للمقدسيين والمقاومين، والتصدي لخط التطبيع وإسقاطه، وتعزيز التعاون والتنسيق بين كل جبهات المواجهة مع الاحتلال.
مؤسسة القدس الدولية