• مع حلول ذكرى ثورة11 فبراير ، نستذكر باعتزاز تلك الملحمة النضالية السلمية العظيمة التي صاغها اليمانيون في كافة الساحات والمحافظات اليمنية،وأبرزت عظمة هذا الشعب وتميزت بالإضافة لسلميتها بزخمها الجماهيري الكبير من كافة فئات المجتمع ومن جميع مناطق اليمن وفي مقدمة ذلك شباب وشابات اليمن المتطلعين لحياة تليق بطموحاتهم واحلامهم المشروعة ،وبتعدد ساحاتها وضخامة مسيراتها ، وثبات الناس في الساحات لعدة أشهر ، بالرغم مما تعرضت له الساحات والمسيرات من أعمال عنف وقمع دموية قامت بها السلطات.
ومثلت هذه الثورة العظيمة تطلعات كافة اليمنيين، إذ انفتحت على كل من آمن بأهدافها ومقاصدها النبيلة ، وأحدثت هزة كبيرة للسلطة الحاكمة من خلال انضمام أعداد كبيرة من المحسوبين على السلطة إلى صفوف الثورة من وزراء وقيادات رسمية مدنية وأمنية وعسكرية من كافة المستويات القيادية رأوا في هذه الثورة مطلب حق يجب مساندته، وهالهم عنف السلطات واستباحتها لدماء أبناء اليمن المطالبين بحقوقهم بسلمية شهد لها الجميع ، وكان لتلك الانشقاق أثرها الكبير في التعجيل بسقوط النظام كأول واهم مطلب للثورة والثوار .
• وفي هذا المقام من المهم التذكير والتأكيد على أن ثورة فبراير السلمية المجيدة لم تكن مؤامرة سياسية، أو انقلاب بقوة السلاح، ولم يكن خروج الجماهير خروجا كيديا أو عابثا كما حاول النظام السابق تصويره، إنما خروجا ثوريا سلميا رائعا لشعب صبر سنوات طويلة على فشل وفساد نظام تنكر لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، وقزم منجز الوحدة العظيم الذي ناضل من أجله أبناء اليمن شمالا وجنوبا لعقود حتى تحققت في 22 مايو ١٩٩٠م.
• سلطة تلاعبت بالانتخابات وحولتها لأداة عقيمة تعيد من خلالها إنتاج نفسها، وتنصلت عن كافة الاتفاقات التي أبرمتها مع المنظومة السياسية المعارضة لإصلاح الأداء السياسي والعملية الانتخابية وأغلقت أمام الشعب كافة منافذ ووسائل التغيير عبر الممارسات السياسية التي ينص عليها الدستور والقانون.
• سلطة خاضت لأغراضها الخاصة حروبا عبثية مع جهات مارقة أوجدتها من العدم وغذتها ورعتها لتكون بعبعا لتحقيق أهدافها الخاصة، في ظل استشراء الفساد والزيادة المفجعة في مستويات الفقر ، وتواضع الإنجازات مقارنةً بمقدرات البلاد وماتحقق من طفرات في دول أخرى لاتمتلك حتى جزءا بسيطا من مقدرات اليمن، فلم يتبق أمام الشعب إزاء كل ذلك، وخاصة بعد إعلان السلطة عزمها إجراء تعديل دستوري يكرس سلطتها وفسادها،إلا الخروج سلميا على هذه السلطة.
• كما أنه لابد من التنويه هنا، أن ثورة فبراير لم تكن أبدا ارتدادا لثورات شهدتها بعض الأقطار العربية مطلع عام ٢٠١١، فثورة فبراير أتت بعد استنفاذ المنظومة السياسية المعارضة كل المحاولات لإقناع السلطة الحاكمة بخطأ وكارثية نهجها،
كما سبق الثورة نضال فكري تعبوي راقٍ لسنوات لتعزيز قيمة النضال السلمي كخيار أفضل لاستعادة الحقوق، خاصة والشعب اليمني مجتمع مسلح، وهذا ماثبت في الخروج السلمي الرائع في كثير من المحافظات القبلية المعروفة بامتلاك أبنائها للسلاح المتوسط والثقيل، ومع ذلك خرج أبناؤها للمطالبة بحقوقهم سلميا رغم تعرضهم للقمع والعنف،
يذكر أيضا أن الخروج في الساحات، كان قد بدأ منذ الربع الأخير من عام ٢٠١٠، ودشنه مجموعة من البرلمانيين بوقفاتهم الأسبوعية التي تجاهلها النظام، ثم تحولت الى وقفات جماهيرية أسبوعية هذا كله قبل ان تبدأ ثورات تونس ومصر، وإن كانت تلك الثورات قد أكسبت ثورة اليمنيين الفبرايرية زخما جماهيريا واهتماما عالميا أكبر ، إلا أنه أثر محدود، على العكس من ذلك فقد تعرضت ثورة فبراير لموجة الثورات المضادة التي قادتها بعض القوى الدولية والإقليمية على الثورات الشعبية العربية المتزامنة، وسنأتي على ذكر ذلك الأثر لاحقا.
• وفي هذه الذكرى الخالدة نستذكر ونستحضر بإجلال وإكبار عددا من المعاني والمواقف والشخصيات المواكبة والمرتبطة بثورة فبراير ومن ذلك :
- نترحم على أرواح شهداء ثورتنا السلمية الذين سقطوا دفاعا عن الثورة على يد السلطة القمعية سواء في العاصمة صنعاء في جمعة الكرامة وما سبقها وما تلاها من أعمال قمع للساحات والمسيرات، أو من سقطوا إثر قمع السلطة لساحة الاعتصام في الحالمة تعز ، أو ممن استشهدوا من شباب عدن في مسيراتهم السلمية التي خرجت للمطالبة بالحقوق ، أو شهداء حرب الحصبة الغادرة أو في غير ذلك من الساحات والأماكن.
• نستحضر باعتزاز الزخم الجماهيري والثبات الكبير لأبناء وشباب اليمن والأداء الإبداعي .
• نشيد بكل من ساهم في الإعداد للثورة، وآمن بها وبمبادئها العظيمة، وشارك في فعالياتها وقدم الدعم لها ، وانضم لها ، ورابط في الساحات وشارك في مسيراتها الحاشدة .
• الفخر والاعتزاز لكل من ضحى من اجلها وتعرض للإيذاء الجسدي او المعنوي او المادي او للتهجير او مصادرة الحقوق ، وظل ثابتا على موقفه.
• التقدير والاجلال لكل القيادات الرسمية والشخصيات الوطنية التي انضمت للثورة واصبحت رافدا هاما لها، وفي المقدمة الشخصية الوطنية الكبيرة الاستاذ محمد سالم باسندوه، والذي قاد قرابة عامين سبقت الثورة الجهود السياسية لمحاولة إثناء السلطة عن تجاهل مطالب الاصلاح والتغيير ، وذلك من خلال موقعه كرئيس للجنة التحضيرية للحوار الوطني ثم رئيسا للمجلس الوطني لقوى الثورة، ثم رئيسا للوزراء للحكومة التي نتجت عن الاتفاق السياسي الذي رعاه الأشقاء عبر المبادرة الخليجية ، لقد تجاهل وسخر البعض من دموع هذا العملاق الوطني ، فكانت النتيجة أن بكت اليمن دما.
• وبالمثل نستذكر بإجلال الموقف الخالد للفريق علي محسن صالح، الذي صنع انضمامه للثورة لحظة فارقة في تاريخ الثورة، وتولت قوات الفرقة الأولى مدرع التي كان على رأسها حماية ساحة الاعتصام، كما أن موقفه المشرف ذلك كان دافعا أساسيا لإعلان كثير من القادة والوحدات العسكرية والامنية مشكورين دعمهم لمطالب الثوار ورفضهم استخدام وحداتهم لقمع الشعب او اشعال نار الحرب الاهلية ، ولست هنا بحاجة للتذكير ان الفريق على محسن ، بمكانته الوطنية والعسكرية الكبيرة هو حجر الاساس في تجميع وحدات الجيش الوطني لتقوم بدورها التاريخي والمستمر في الدفاع عن الدولة وعن الشعب بعد الانقلاب الثنائي للحوثي ورئيس النظام السابق على الدولة والشرعية، وإعاقة تنفيذ بقية مراحل الفترة الانتقالية.
• لا يفوتني ايضا الإشادة بالجهد المتميز لكثير من اعضاء البرلمان الذي تمكنوا من الحفاظ على البرلمان وعدم تمكين السلطة السابقة من استخدامه لمواجهة مطالب الشعب ، كما ان جهدهم الوطني ذاك كان الاساس في الحفاظ على كيان البرلمان وتمكين الشرعية من استعادة هذه المؤسسة الدستورية كجزء هام من منظموتها.
• ومن الإنصاف ان نستذكر الموقف الخالد للشيخ الثائر والرمز القبلي الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر رحمة الله تغشاه الذي بادر بإعلان انضمامه الى صفوف الثورة منذ بداياتها وكان موقفه هذا ولمكانته القبلية الكبيرة أثره في انضمام كثير من مشايخ القبائل إلى صفوف الثورة ، كما ان الشيخ صادق رحمه الله خلد موقفه هذا بصموده الأسطوري امام آلة القمع الدموية للسلطة التي شنت الحرب الظالمة على منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء بهدف التنصل من توقيع الاتفاق السياسي للمبادرة الخليجية وكسر شوكة الثورة والثوار ، والوصول الى ساحة الاعتصام، وقدم لأجل ذلك مئات الشهداء من اقاربه وقبائله ومن وقف لمساندته في هذه الحرب الجائرة ، وقد وفق الله الشيخ صادق رحمه الله ان ظل ثابتا على مبادئه الوطنية والجمهورية بعد الانقلاب الثنائي في ٢٠١٤ على الشرعية إلى ان لقي ربه بدايات العام الماضي، ومن المنصف ايضا التنويه انه ومع الدور الكبير للشيخ صادق رحمه الله وإخوانه في ثورة فبراير، إلا انه ترفع عن المطالبة او القبول بأي مناصب بعد نجاح الثورة في اسقاط النظام.
• وكما كان المناضل الكبير باسندوة رمزا للوطنية والصدق والنزاهة والنجاح، فمن حق ثوار فبراير ان يفاخروا بأنزه وانجح وزير مالية عرفته اليمن المناضل الكبير الاستاذ صخر احمد الوجية، الذي قاد وزارة المالية باقتدار وحافظ على قيمة العملة الوطنية دون اي دعم خارجي، برغم الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد، ورفع مرتبات موظفي الدولة، ووفر المخصصات اللازمة لتوفير أكثر من ستين الف درجة وظيفية جديدة.
▪️الثورة المضادة ..
• على الرغم من نجاح ثورة فبراير في اسقاط النظام مع الحفاظ على الدولة وكيانها الذي كان النظام يعتبر نفسه هو الدولة، ورغم ان الثورة لم تكن ثورة اجتثاث وقبلت بمشاركة الحزب الحاكم السابق في حكومة الثورة، ولم تصادر الحقوق الخاصة او العامة أو تجر أحدا الى ميادين الاعدام او زنازين السجون، ووضعت برنامجا زمنيا لمدة عامين للوصول لانتخابات شاملة بموجب دستور جديد يلبي تطلعات الشعب، ليكون الشعب هو الحكم في اختيار من يحكمه، الا ان ثورة فبراير لم تسلم من الثورات المضادة التي اجتاحت المنطقة العربية، وللأسف فقد كان للرئيس السابق اليد الطولى في انقلاب الثورة المضادة على الدولة والشرعية التي حزبه أحد اركانها، وذلك بالتماهي مع بعض القوى الاقليمية والدولية وتساقط بعض القوى السياسية المحدودة الأفق وبإستخدام ذراعه التخريبية التي رعى نشأتها ودعم توغلها وسلم لها مقدرات الحرس الجمهوري الذي كان يديره اقاربه ومحسوبيه، وحول كوادر المؤتمر الشعبي الى اداة اساسية لتسليم مفاصل الدولة لهذا الكيان المارق الخطير والذي ما ان تمكن الا ونكل به وبحزبه، وقام بقتله وحرمانه حتى من مراسم دفن تليق بكونه رئيس حكم البلاد ثلث قرن،
غير ان المفزع في الأمر ان ذلك الانقلاب المشئوم الذي اسقط الدولة في يد جماعة ارهابية مارقة، ما كان له ان ينجح إلا بتواطؤ ومشاركة من الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي، الذي كما يبدو نجحت احدى الدول الاقليمية التي قادت موجة الثورات المضادة في المنطقة في جره الى التماهي مع مخطط اسقاط الشرعية والانقلاب على الثورة الشعبية التي اوصلته الى رأس السلطة، فماطل في تنفيذ متطلبات المرحلة الانتقالية، وابقى كثيرا من الفاسدين في مواقعهم ، ووقف حجر عثرة امام كثير من الاصلاحات الضرورية، وساهم في إعاقة عمل الحكومة. والأهم من ذلك انه حول انكسار جماعة الحوثي امام صمود أهالي دماج الى نصر لهذه الجماعة بإيقاف دعم اهالي دماج والسماح بتهجيرهم، وبالتالي توجيه وحدات الجيش بتسهيل وصول هذه الجماعة الى مشارف العاصمة، فتآمر على القبيلة اليمنية ومن ذلك التآمر على حاشد هو والرئيس السابق والتي صمدت امام زحف جماعة الحوثي قرابة ثمانية اشهر ، كما خذل اللواء ٣١٠ في عمران وقائده البطل العميد الشهيد حميد القشيبي رحمه الله الذي سيخلده التاريخ كأيقونة للوطنية والذود عن المبادئ ، ولم يخجل هذا الرئيس من مباركة سقوط عمران في يد هذه الجماعة، كما لم يقم بواجبه في الدفاع عن العاصمة وتآمر على حاميتها العسكرية، وساهم في قصفها، ووجه الوحدات العسكرية ومسئولي العديد من المرافق والمحافظات للتسليم لجماعة الحوثي ، ولم يكترث بالتحذيرات والمآلات لينتهي به المطاف محاصرا من هذا الجماعة ثم فارا الى عدن ومنها الى خارج البلاد التي استمرأ البقاء خارجها الى ان أُرغم على نقل السلطة لمجلس الثمانية.
▪️ثورة فبراير ما بعد انقلاب ٢٠١٤م..
• غاب عمن خطط ونفذ الانقلاب على الشرعية عام ٢٠١٤ ، ان ثورة فبراير لم تكن محصورة في وزراء الحكومة المحسوبين عليها، او في بعض الشخصيات الوطنية التي كان لها شرف المشاركة فيها او في هذا الحزب او ذاك الذي مثل تطلعات الشعب وناضل من اجل تحقيقها لسنوات وساهم بفاعلية في الاعداد والتهيئة للنضال السلمي ورفد ودعم الثورة ، بل هي ثورة شعب حر يعي صوابية خروجه الثوري وعازم على مواصلة النضال لنيل حقوقه ، والمتأمل للأحداث التي تلت انقلاب صيف ٢٠١٤ يجد ان العدالة الالهية لم تمهل من تآمر على هذه الثورة العظيمة ، اما الشعب الذي خرج للمطالبة بحقوقه في فبراير ٢٠١١ فواصل نضاله برفض تسليم دولته لهذه الفئة المارقة.
وهنا سجل التاريخ بحروف من نور الموقف العظيم لقبائل محافظة مأرب التي تداعت لتكون حصن وقلعة الجمهورية، ولينطلق منها نضال اسطوري لمنع استسلام اليمن لحكم الكهنوت البائد بثوبه الحوثي البغيض، وفتحت مأرب ابوابها لكل الاحرار من قادة وافراد الجيش الوطني وابناء القبائل والقيادات السياسية والمجتمعية وكل ثائر حر ليكسروا ارادة الحوثي الذي حظي بدعم وتواطؤ من العديد من القوى الدولية والاقليمية وجرذان السياسية وضعاف النفوس واصحاب الاحقاد ، واعلان ان اليمن لايمكن ان ترضى بحكم هذه الفئة الدخيلة عليه ، وعلى خطى مأرب لم تبخل درة اليمن تعز في ان تكون ايضا حائط صد امام التمدد الحوثي ووقفت تعز صامدة حتى اليوم على الرغم من الخذلان الكبير لها من الشرعية والتحالف.
كما خاض ابناء مدينة عدن الغالية ملحمة نضالية بطرد قوى العبث الانقلابي التي حاولت السيطرة عليها وطردتها بدعم مقدر من التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى. ويستحضرني في هذا المقام الشهيد الشيخ احمد علي باحاج محافظ محافظة شبوة الذي استشهد دفاعا عن محافظته امام محاولات التمدد الانقلابي.
وعندما نكل الحوثي بشركائه السياسيين في انقلاب ٢٠١٤ ، لم يجد الكثير من هؤلاء الا مأرب الثورة والجمهورية بسلطانها ورجالها وقبائلها وثوار واحرار اليمن الذين اتخذوا منها معقلهم لمواصلة نضالهم لاحتواء هؤلاء من جحيم الحوثي الذي كانوا احد اسبابه ، ومع ادراك الجميع لدور الرئيس المنتخب في انقلاب ٢٠١٤ الا ان القوى الوطنية التي تمثل الشعب وثورته السلمية حافظت على شرعيته لما يمثله ذلك من حفاظ على شرعية الدولة وكيانها في مواجهة الانقلاب الحوثي، وإعطائه فرصة اخرى للتكفير عما قام به ، وللأسف خذل عبدربه هادي الجميع مرة اخرى وساهم أداءه في إضعاف الشرعية وفرض مزيد من التعقيدات على المشهد اليمني المعقد اصلا مما ساهم في إطالة أمد الحرب ونشوء قوى مليشيا جديدة بشعارات وممارسات تهدد النسيج الوطني وتعيق جهود استعادة الدولة وانهاء الانقلاب وتبيح اليمن للمزيد من التدخلات الخارجية ، الا ان ذلك لم يمنع احرار اليمن من خوض وتحمل العبء المضاعف الناتج عن هذا الواقع المعقد ومواصلة معركة الدفاع عن الدولة والشرعية بالرغم من الاختلال الكبير في موازين المواجهة، ولا يفوتني هنا ان ادعو بالرحمة لشهداء الدفاع عن الدولة وشرعيتها منذ الانقلاب المشئوم حتى اليوم من قادة وجنود و مشائخ وافراد ، مع الاشادة بالثبات المشرف للثلة التي حملت على كاهلها الدفاع عن اليمن وشرعيته وجمهوريته ووحدته على الرغم من الحجم الكبير الذي يواجهونه من الخذلان والتآمر .
وبالحديث عن جماعة الحوثي الانقلابية الارهابية، تجدر الاشارة الى ان هذه الجماعة التي تتسلط على العاصمة صنعاء واجزاء غالية من الوطن، لم تصل الى الوضع الحالي نتيجة لقبول شعبي بها في مناطق سيطرتها ، ولا رضا عن فكرها ومنهجيتها، ولم تسيطر على مناطق سيطرتها نتيجة لقوتها، ولكن حدث ذلك ،كما سبق التوضيح، بخيانات كبيرة وتواطؤ كثير من القوى الدولية والاقليمية الغير خافي على أحد، واداء مخزي للشرعية بقيادة عبدربه ، وهو الأداء الذي لم يطرأ عليه اي تحسن ملموس منذ نقل السلطة لمجلس الثمانية الذي يبدو ان مايفرق اعضائه اكثر مما يجمعهم.
▪️الواقع اليوم والواجب ازائه ..
• لقد اثبتت الاحداث وبشكل جلي :
• ان ثورة فبراير اكثر حرصا على الدولة وكيانها من السلطة التي اسقطتها والتي ظلت تحكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود.
• إن هذه الثورة السلمية العظيمة وسام فخر واعتزاز لكل من شارك فيها وثبت على مبادئها.
• انه وعلى الرغم من الخذلان الكبير والتآمر الاكبر والاختلال في الموازين فقد تمكن الاحرار في قلاع الثورة والجمهورية بمأرب وتعز وغيرها من كبح جماح الانقلاب ، وإفشال مساعيه في حكم اليمن والحفاظ على كيان الشرعية والدولة ، وان الاحرار لازالوا ثابتين في متاريس الشرف ، ومعركة استعادة الدولة لازالت مستمرة.
• ان على كل من لايزال يناصب ثورة فبراير العداء اعادة النظر في موقفه، فهي ورجالاتها ومعاقلها لازالت أمل اليمن في استعادة الدولة، وان هذه الثورة هي ثورة مبادئ وليست ثورة اشخاص، فمن كان صادق مع الله ومع الوطن فهذا مكانه.
• انه وبرغم بقاء سيطرة الحوثي على اجزاء غاليه من الوطن وطول فترة الحرب، فلا زال يعتبره العالم كيان مارق، وهناك رفض شعبي له ولمشروعه، ولازال ملايين اليمنيين يفضلوا البقاء بعيد عن مناطقهم الواقعة تحت سيطرته رغم مرارة ذلك، على ان يرضخوا لسلطته .
وإني لأتطلع لليوم الذي نرى جميعا بإذن الله ثورة ابناء اليمن ضد هذا الكيان الغاشم في مناطق سيطرته نفسها التي تعرفوا على حقيقته ومدى بشاعة مشروعه وممارساته ولعل ذلك قريب بإذن الله.
• ان الحوثي الفاقد للشرعية الشعبية والقانونية والدولية، اضعف من ان يقف امام الشعب اليمني اذا ما اتحدت قواه وتسامى الجميع فوق الضغائن والاحقاد وقدموا الوطن على كل الاعتبارات.
• ان كل المشاريع الصغيرة ستسقط وسيبقى بإذن الله اليمن الكبير .
•ان على مجلس القيادة الرئاسي ان يعي ان السلطة لم تنتقل اليه الا لتجاوز السلبيات التي اعاقت جهود استعادة الدولة، وان مهمتهم الاساسية هي استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وان شرعية بقائهم مرتبطة بتنفيذ هذه المهمة ، وانهم مسؤولون امام الله وامام الشعب والدستور والقانون عن اعمالهم وممارساتهم.
• على الرئيس عبدربه منصور هادي، ان يبادر بالاعتذار للشعب عما بدر عنه من اخطاء وخطايا، وان يدرك انه لازال مسؤول امام الشعب عن اداء مجلس القيادة الرئاسي الذي نقل اليه سلطاته .
• عاشت اليمن حرة أبية ، عاشت ثورات الشعب اليمني المباركة سبتمبر واكتوبر وفبراير ..