بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان حفظه الله ورعاه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنهُ لمن دواعي الشرف أن أنوب عن هذا الجمع المهيب من ضيوف تركيا الأجلاء بالترحيب بكم وهمْ أصحاب المعالي والسعادة رؤساء البرلمانات ونواب رؤساء البرلمانات ورؤساء لجانِ فلسطين النيابية ورؤساء الكتل والنواب في المجالس النيابية وممثلوا الاتحادات البرلمانية الدولية والقارية والإقليمية ورؤساء الهيئات الداعمة للحق الفلسطيني الذين وفدوا إلى إسطنبول من ثمانين دولة للمشاركة في المؤتمر الخامس لرابطة' برلمانيون لأجل القدس ' الذي توجتموه بحضوركم البهي ، وبالرعاية الكريمة منكم ومن مجلس الأمة التركي ورئيسه البروفيسور نعمان كورتولموش .
إن رابطة ' برلمانيون لأجل القدس ' والتي نالتْ رعاية الدولة التركية وبرلمانها العريق منذُ نشأتها قدْ أَصبحتْ العنوان البرلماني العالمي الأبرز في الدفاع عن الحقِّ الفلسطيني ورمْزية القدس ومكانتها العالمية وعزَّز ذلك حُصُولها على عُضويةّ العديد من الاتحادات البرلمانية القارية والدولية.
فمنذُ انطلاق الفكرة من إسطنبول قبل تسعِ سنوات انتسب إليها البرلمانيون الأحرار من العالم الإسلاميِّ وآسيا وأفريقيا، مع امتداد كثيف في أمريكا اللاتينية و امتدادٍ واعد في أوروبا فأصبحتْ لافتة الرابطة عُنواناً لهم بمختلف انتماءاتِهم تجمعُهُم الفطرة البشريةُ السليمة التي تنتصرُ للعدالة وترفض ظلم وطغيان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يُمثل أبغض نظام فصل عنصري عرفته البشرية .
فخامة الرئيس، أيها الحفل الكريم:
ما بين حرب الإبادة الجماعية والمجازر المروعة التي ترتكبُها آلة القتل الإسرائيلية، وما بين الصُّمود المذهل للشعب الفلسطيني وصلابة مقاومته وإبداعاتها تتراكم الأيام مُثقلةً بالدموع والدماء والأشلاء والدمار.
دماءُ مئةِ ألفٍ من الشهداء والجرحى للأسف لم تُحرِّكْ ساكناً في ضمير الدول المُتواطئة مع الاحتلال وفي مقدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤُها الغربيون، بل إنِّ دعْمها له يزداد كلما إزداد شراسةً وفتكاً بأطفال ونساء ومدنيي فلسطين.
و قد حوّلتْ هذه الممارسات النظام العالمي إلى أضحوكة وجعلت منظومة القيم العالمية التي يتشدق بهـا الغرب تغرق في أوحال غزة.
وبالرغم من هول الكارثة وقتامة المشهد إلا أنّ الشعوب في أكثر دول العالم ومنها الدول صاحبة الموقف المتحالف مع الاحتلال والمُعادي لحقوق الشعب الفلسطيني، انطلقتْ في حراكٍ شعبي رائع، ينتصر لحقِّ الضحية فى مُواجهة رواية الجلاد الكاذبة
وفي مقابل هذا التواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، برزتْ مواقف مشرفة لبعض الدول في العالم والإقليم تقف تركيا في مُقدمتها من حيث دعم حقِّ الشعب الفلسطيني في الحرية، والسعي الحثيث إلى وقف حرب الإبادة الظالمة ودعم جهود الإغاثة لأهالي غزة.
إنَّ موقفكم الواضح يا فخامة الرئيس، بدعم حقِّ الشعب الفلسطيني في مُقاومة الاحتلال ورفض وصف مُقاومته بالإرهاب، أسْمع العالم أَجمع وعبّر بصدق عن الملايين من أبناء الشعب التركي العظيم وهو موقف سيخلده لكم التاريخ بحروفٍ من نور.
إنَّ المواقف المشرفة لتركيا أكثر من أن تُحصى ومع أنَّ المقام لا يتَّسع لتعداد المواقف المشرفة للعديد من الدول الأخرى إلاَّ أننا لا نستطيع تجاوز الإشادة بالموقف الشجاع لدولة جنوب إفريقيا ورفعها القضية ضد دولة الإحتلال أمام محكمة العدل الدولية.
فخامة الرئيس السيدات والسادة الكرام : ها نحن نأتي مرةً أخرى إلى اسطنبول للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يمثل الحوارية البرلمانية الأضخم عالمياً منذُ بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر وطبول الحرب تقرع على مساحة الإقليم وُنذر توسعها باتتْ ماثلةً لِلْعيان خاصةً مع تزايد مُؤشرات تصميم دولة الاحتلال الإقدام على جريمة اقتحام رفح التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني.
نأتي ونحن نرى الإحتلال الإسرائيلي يسارع خطواته لتهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى والمقدسات ويُلوِّح بموجة هجرة جديدة للشعب الفلسطيني من الضفةِ وغزة،
إنّهم يريدون وضع الحجر الأخير في مشروع التَّهجير هم وحلفاؤُهم من خلال استهدافهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وهي الشاهد الأخير على اللجوء وحقِّ العودة.
أيها الحفلُ الكريم
نلتقي اليوم هنا لنقف بإكبار وإجلال أمام تضحيات أبناء فلسطين
ونخاطب أهلنا في غزة وفي الضفة
نخاطب نساء فلسطين وأطفالها ورجالها،
نخاطب النازحين والثكالى والجرحى والمعتقلين
أنكم لستُم وحدكم وأنَّ هذا المؤتمر وهذا الجمع وهذا الجهد من أجلكم وإننا لن نتخلى عنكم أبداً بإذن الله.
السيد الرئيس
السيدات والسادة
كلي ثقةٌ بأننا سنرتقي إلى حجم هذه التضحيات الفلسطينية والصمود الأسطوري، وننطلق إلى إحياء منبر مُؤتمرنا هذا وندواته وحواراته البرلمانية والقانونية والسياسية وتجديد رؤى الرابطة وهياكلها بما يليق بعظمة المشهد فينبثق عن هذا المؤتمر حراك برلماني عالمي لا يهدأ إلا بإيقاف هذه الحرب المجنونة واسترداد الشعب الفلسطيني لأرضه ومقدساته.
ولا بد لهذا الحراك أن يرتكز على تحالف عالمي لإحياء منظومة الحقِّ والعدالة والقيم والمبادئ الإنسانية الرشيدة، وأن يكون عابراً للبرلمانات والحكومات والشعوب.
السادةُ الأجلاء رؤساء البرلمانات والبرلمانيون الحضور لكم دور هام بتبني إطلاق هذا الحراك و إعلانه ، ولكم يا فخامة الرئيس لما حباكُم اللهُ تعالى من مكانة عالمية مرموقة بأن تتصدَّروا هذا المشهد الإنساني الجامع الذي يعيد للعالم توازنه وللشعب الفلسطيني حقوقه ولنا جميعاً أنفسنا التي تتوارى خجلاً من الضعف والتقصير أمام هول ما نرى.
( للرئيس والقائد والإنسان رجب طيب أردوغان أقول إن راية فلسطين، راية الحقِّ والعدل تنتظرك وأنت بإذن الله أهل لها يساندك شرفاء العالم وأحراره )
ختامًا لا تفوتني الإشادة بالجهد الكبيرالذي بذله زملائي في اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر برئاسة أخي الدكتور نورالدين نباتي الذي عرفناه مُدافعاً صادقاً عن فلسطين لا يكلّ ولايمل فله الشكر والأجر بإذن الله.
أكرر الترحيب بكم فخامة الرئيس ومعالي رئيس مجلس الأمة التركي وبالضيوف المشاركين في المؤتمر من مختلف دول العالم وأتمنى لهم طيِّب الإقامة وعظمة الإنجاز .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته