أغادرها الآن بعد أن أمضيت فيها عدة أيام التقيت خلالها بعدد من القيادات اليمنية المتواجدة في الرياض أو التي تداعت إليها بالتزامن، واستجابةً للمطالب والضغوط الشعبية المتنامية بأهمية الاستفادة من المستجدات الدولية والإقليمية لإنهاء الانقلاب الحوثي البغيض واستعادة الدولة.
هذه المطالب الشعبية والضغوط يعززها:
1. أن الحوثي أثبت للجميع عدم إيمانه بنهج السلام، وأنه فوت على نفسه فرصة السلام الثمينة التي سعى لتحقيقها بصدق الأشقاء في المملكة العربية السعودية.
2. أن ما يقوم به الحوثي من تحشيدات عسكرية وتصريحات نزقة لن تغير من القرار الحتمي المتخذ بإنهاء انقلابه، ويمكن فقط أن تزيد من كلفة هذا القرار عليه وعلى منظومته. كما أن تصرفاته هذه تؤكد أنه لا يزال غير قادر على قراءة المستجدات بواقعية، وأن صوت العقل في إطار هذه الجماعة مغيب تمامًا.
3. أن موقف المجتمع الدولي قد تغير، ولن يتكرر ما حدث سابقًا عندما وقف المجتمع الدولي أمام قرار تحرير ميناء الحديدة، وعيق قبلها زحف الجيش الوطني باتجاه صنعاء بعد أن وصل إلى تخومها.
4. أن سخط وغليان أبناء اليمن في مناطق سيطرة الحوثي قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة، واستمرار سياسة الردع والعنف التي ينتهجها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الغليان.
شخصيًا، لم يراودني الشك أبدًا بأن انقلاب الحوثي وانتفاشته إلى زوال مهما خدمته الظروف، وأنا اليوم أكثر يقينًا بذلك. والتحدي اليوم هو كيف يتمكن عقلاء اليمن من تجنب أي كلفة مجتمعية محتملة لما قد يحدث في قادم الأيام. حفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه.