بحلول اليوم الـ 11 من فبراير يكون قد مضى 14 عامًا على انطلاق ثورة 11 فبراير المجيدة، الثورة التي أضاءت آفاق الوطن، كواحدة من أعظم الثورات في تاريخ اليمن المعاصر، إذ جاءت معبرة عن تطلعات شعب خرج إلى الشوارع بطريقة سلمية للمطالبة بالتغيير لإنقاذ البلاد من حالة الانسداد السياسي الذي أحدثته منظومة الحكم آنذاك، وأغرقت اليمن في دوامة الفوضى والأنفاق المظلمة.
11 فبراير .. صفحة مشرقة في تاريخ اليمنيين، ما تزال حاضرة في وجدانهم، تذكرهم بأن ثمن الحرية غالٍ، وأن المستقبل من نصيب رافعي راية الكرامة، تعاملت بنبل مع خصومها، لأنها لم تكن انتقامًا شخصيًا، بل قضية وطن، وفكرة باقية، وعهد يتجدد.
ثورة فبراير.. أتت لتغيير أوضاع مزرية يعيشها الشعب منذ عقود، يتنامى خطرها كل يوم حتى باتت تشكل تهديدًا لحاضر اليمن ومستقبله.
ومن المؤسف استمراء البعض كل هذه السنوات في تشخيص الداء على نحو يجافي الحقيقة، ويحيل اللوم على ثورة 11 فبراير، وتحميلها أوزار الانقلاب، وترديد مزاعم كاذبة للنيل من ثورة يمنية المحتوى والطموح، لا تحمل أجندات غير وطنية، نجحت في تحقيق أول تبادل سلمي للسلطة وانتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة وفاق وطني، وإنتاج مخرجات الحوار الوطني تعزز الحريات العامة والتحول الديمقراطي، وتؤسس لقيام الدولة اليمنية الحديثة.
في غضون ذلك، ندعو المجتمع الدولي إلى إيلاء القضية اليمنية الاهتمام اللازم، والاضطلاع بدوره في إيجاد آليات تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بإنهاء الانقلاب، وتنفيذ عملية انتقال سياسي تحفظ وحدة اليمن وسلامة أراضيه، بما يضمن عودة المهجرين إلى مناطقهم، واستئناف عمل مؤسسات الدولة في عموم المحافظات.
كما نجدد الدعوة لكل القوى الوطنية لمراجعة سياساتها وأدائها، وتغليب مصلحة الشعب الذي يعاني بشدة من آثار الجمود السياسي، والتوحد خلف مشروع وطني جامع لكافة مكونات الشعب اليمني، خاصة أن الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضى لاستعادة الدولة، وإسقاط الانقلاب السلالي.
• ختامًا.. ونحن نحتفي بالذكرى الـ 14 لثورة فبراير، نؤكد ثقتنا بالله وبإرادة شعبنا في بلوغ النصر وتحقيق أهدافها، فهي ثورة تُعنى بصناعة المستقبل، وأن ربيع اليمن حتمًا سيكتمل ويزدهر، ويحقق للشعب طموحاته.
عاشت الثورة اليمنية المجيدة
النصر للشعب اليمني العظيم
المجد والخلود لشهداء الثورة
وكل عام وأنتم والوطن بخير.
#فبراير_مجيد