أكد رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين، الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، أن الرابطة تمكنت خلال عقدٍ من تأسيسها من ترسيخ حضورها كإحدى أبرز المنظمات البرلمانية الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الرابطة كانت منذ انطلاقها عام 2015 صوتاً برلمانياً حراً وفاعلاً مناصراً لحقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته.
واستذكر الشيخ حميد، بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس الرابطة، بدايات التأسيس التي جاءت بمبادرة من المنتدى العالمي للبرلمانيين المسلمين ولجنة فلسطين في البرلمان التركي، بمشاركة نحو 156 نائباً من 25 دولة، مؤكداً أن فكرة الرابطة انطلقت من الحاجة إلى عملٍ مؤسسي متنوع يواكب النضال الفلسطيني ويدعمه برلمانياً وسياسياً.
وأوضح أن رسالة الرابطة تمثلت في أن تكون المتابع والمحفز والمنسق للنشاط البرلماني العربي والإسلامي والدولي الحر في مساندة الشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء الاحتلال ومحاسبة مرتكبي الجرائم في حق فلسطين أرضاً وإنساناً.
وأضاف أن الرابطة، بدعم الدولة التركية وبرلمانها، استطاعت أن تعقد خلال السنوات الماضية عدداً كبيراً من المؤتمرات الدولية التي شارك فيها مئات البرلمانيين من أكثر من 75 دولة، مشيراً إلى المؤتمر الخامس للرابطة والذي عقد في عام 2024، شهد حضوراً واسعاً لبرلمانيين غير عرب وغير مسلمين، تأكيداً على أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية عالمية قبل أن تكون عربية أو إسلامية.
وتابع رئيس الرابطة "أستطيع أن أؤكد بفخر أن آخر مؤتمر من مؤتمراتنا، الذي عُقد في العام الماضي، كان الحضور فيه من غير العرب يشكل أكثر من النصف، كما كانت نسبة غير المسلمين فيه كبيرة نسبياً، لأن القضية الفلسطينية هي قضية عربية وإسلامية وشرعية، ولكنها أيضاً قضية إنسانية، فكل ذي ضميرٍ حيٍّ وتفكيرٍ حرٍّ لا يمكن إلا أن يكون مناصراً للقضية الفلسطينية".
وبيّن رئيس الرابطة أن أنشطتها تنوعت بين المؤتمرات والندوات وورش العمل والحملات التضامنية، بالإضافة إلى الزيارات الرسمية لعشرات البرلمانات حول العالم، والمشاركة بصفة مراقب في الاتحادات الدولية والإقليمية البرلمانية، مثل الاتحاد البرلماني العربي، والاتحاد البرلماني الأفريقي، واتحاد برلمانات الدول الإسلامية، واتحاد برلمانات الدول الآسيوية.
وأشار الأحمر إلى أن الرابطة تمكنت من إيصال الصوت الفلسطيني إلى برلمانات جميع القارات تقريباً، باستثناء الولايات المتحدة، وأنها واجهت بشجاعة اللوبيات المؤيدة للاحتلال داخل الاتحادات البرلمانية الدولية، مضيفاً: "نعتز أننا ساهمنا في جعل الرؤى والمواقف للبرلمانيين الإسلاميين والأحرار المشاركين في الاتحاد البرلماني الدولي أكثر فاعلية وتركيزاً، وكنا في مواجهة مباشرة مع اللوبي الداعم للكيان الصهيوني في تلك المحافل الدولية البرلمانية".
وحول الخطط المعلنة عن السلام ووقف حرب الإبادة على غزة، قال رئيس الرابطة "نسمع اليوم حديثاً عن خطة سلام، إلا أنها ما زالت محفوفة بالشكوك، خاصة حيال جدية الكيان الصهيوني في تنفيذ التزاماته، ووقف الحرب، ورفع الحصار الكامل، وإعادة الإعمار، ووقف الاستيطان، والسير نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأشار إلى أن أغلب دول العالم اليوم تعترف بدولة فلسطين، وأن الشعوب الحرة في مختلف القارات تواصل التعبير عن تضامنها عبر الفعاليات والمسيرات والمبادرات الإنسانية، مشيداً بمشاركة أعضاء الرابطة في فعاليات كسر الحصار وإغاثة غزة، ومنهم من تعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال، معتبراً ذلك "دليلاً على عمق الالتزام الإنساني لدى البرلمانيين الأحرار تجاه فلسطين".
وجدد الشيخ حميد الأحمر، الدعوة إلى جميع برلمانيي العالم بأن يكونوا "صوت ضمائر شعوبهم، وأن يوحدوا جهودهم لنصرة الحق الفلسطيني بوعيٍ وعملٍ جماعي مؤثر"، مؤكداً استمرار الرابطة في أداء رسالتها حتى تتحرر فلسطين ويُقدَّم مرتكبو الجرائم إلى العدالة.