الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر: مسؤولية إنهاء الانقلاب مشتركة بين الشرعية والتحالف ولا مجال لمزيد من التأجيل

الرئيسية  /  أخبار الشيخ حميد

الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر: مسؤولية إنهاء الانقلاب مشتركة بين الشرعية والتحالف ولا مجال لمزيد من التأجيل
الساعة : 19:03
5 ديسيمبر 2025

إن ما يجري اليوم، وما جرى سابقاً، في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية يندرج بلا شك ضمن إطار المسؤولية المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية.
ورغم أن الرئيس المنتخب المفوَّض لسلطته، وكذلك المُفوَّضين رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، يتحملون مسؤولياتهم السياسية والقانونية — فردية وجماعية — عن أي تقصير أو إخلال بواجباتهم الدستورية أو انحراف عن مضامين إعلان تفويض السلطة؛ فإن ذلك لا يعفي التحالف من مسؤوليته الأوسع، بوصفه الطرف الذي أصبحت له الكلمة الأولى في المشهد اليمني منذ انقلاب عام 2014، وهو بذلك يتحمل واجب صون الدولة اليمنية، والحفاظ على استقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، دون إلغاء لمسؤولية مؤسسات الشرعية التي فقدت جزءاً كبيراً من ثقة الشعب اليمني.

ولا ينبغي أن تُنسينا التطورات المتسارعة أن المهمة الجوهرية للتحالف والشرعية معاً تتمثل في إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب المشؤوم عام 2014.
فاليمنيون غير معنيين بصراعات النفوذ الإقليمية أو الدولية مهما كان تأثيرها، إذ إن أولويتهم القصوى هي استعادة دولتهم وتسليمها لسلطة شرعية تمثل الإرادة الوطنية، وتعمل بإخلاص لخدمة الشعب والحفاظ على سيادة البلاد وحسن الجوار، وتمكين اليمن من استعادة دوره الفاعل في محيطه الإقليمي والدولي بما يضمن الأمن للجميع دون تهديد أو مخاطر كما هو واقع اليوم.
ومن هذا المنطلق، لم يعد هناك مجال لمزيد من التسويف أو التأجيل.

فالمطلوب هو المضي الجاد والصادق نحو استكمال معركة إنهاء الانقلاب وتجاوز تداعياته، بعدما بلغت معاناة اليمنيين مستويات لا يجوز السكوت عنها، ولا ينبغي السماح لأي مشروع خاص أو مصالح ضيقة بالعبث بمستقبل اليمن ووحدته وهويته الوطنية.
ولا تزال غالبية أبناء اليمن تثق بالدور الأخوي للأشقاء في التحالف، وفي مقدمتهم الشقيقة الكبرى، وبحكمة قيادتها واستشعارها لمسؤولية الجوار، وإدراكها أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، وأنها لن تقبل العبث باستقرار اليمن أو استهدافه.

وفي الختام، فإن هذه الحقائق لا تعفي اليمنيين — أفراداً وجماعات — من مسؤولياتهم الوطنية في حماية دولتهم والحفاظ على وطنهم مهما كانت التحديات.
فالاعتماد أولاً على الله سبحانه وتعالى، ثم على إرادة اليمنيين أنفسهم، ثم على الدعم الصادق من الأشقاء، كفيل بأن يمهّد الطريق لاستعادة اليمن ومكانته الطبيعية.
والله وليّ التوفيق.

▪︎ بقلم: حميد بن عبد الله الأحمر
٥ ديسمبر ٢٠٢٥