عادات اللباس في اليمن: لا تزال الأزياء الشعبية اليمنية تأخذ مكانة كبيرة من قِبَل الناس من جميع الدول العربية، رغم حدوث عصر التحديث الذي صحبه التبديل الكبير في الملابس، والبحث عن الموضة. وبالرغم من المشكلات المتعددة وما نتج عنها من انكسار في الوضع الاقتصادي والمعيشي اليمني، إلّا أن اليمنيين ما زالوا يحافظون على أزيائهم الشعبية الى يومنا هذا، خاصة في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، باعتباره تراثاً أصيلاً.
الزي التقليدي في حفلة الزفاف اليمنية: في يوم الزفاف اليمني، ترتدي العروس الفستان الأبيض، وتقام المراسم كاملة دون أن تذهب إلى بيت زوجها، وفي اليوم التالي، ترتدي الفستان الأبيض مجدداً، والتاج اليمني الأبيض المرصع بالذهب والأحجار الكريمة، وتذهب إلى بيت زوجها، وتسمى ليلة “الدخلة”. وما بين حفلتي الحمام والزفاف، تقام حفلة “الذبال” التي ترتدي فيها العروس الفضة والمرجان والصارمية والقناع، وتنقش فيه البيض برسوم ونقوش مختلفة، وتوضع وسط “المشجب” الذي يكون مليء بالشموع المشتعلة، وحفلة الغسل “النقش” ترتدي فيه العروس “الطاس”، وهو لبس من قماش الجرز يكون مطرز، وتغطى العروس بالقناع واللثام، كما تصف فاطمة عن الكلام. وبعد مرور ثلاثة أيام من يوم الزفاف، تبدأ ما تسمى حفلة “الشكمات”، إذ يقوم أهل الزوج بعمل حفلة للعروس، ترتدي فيها الزنة المطرزة الملونة “الفستان”، والتاج اليمني الملون بلون الزنة، بالإضافة إلى “القنبع”، وهو ذو شكل مخروطي، يوضع على الرأس.
باتت العادات الاجتماعية المختلفة، باعتبارها تراثاً أصيلاً وتنتشر في الأسواق ومحلات الديكورات الشعبية المختلفة ومحلات تأجير جميع الملابس اليمنية والأزياء التقليدية الشعبية المعروفة بشكل واسع في مدينة صنعاء وأنحائها. وإن ارتداء الملابس التقليدية والشعبية كان في الزمن الماضي محدوداً، وكان ارتداء اللبس التقليدي محصوراً على مواطني مناطق معينة، أما في الوقت الحالي فإن الكثيرين يرتدونها، وخاصة سكان صنعاء. والأزياء الشعبية، شيء يستحق الاهتمام، لنشر الموروث اليمني، بالأخص أن الإقبال عليه كبير من المغتربين اليمنيين في خارج البلاد. الزي التقليدي في محافظات اليمن: جميع الأزياء التقليدية بالنسبة للشعب اليمني فخمة بمعنى الكلمة، سواء في ألوانها أو في جميع أشكالها المتعددة وتطريزها ومظهرها، والكثير من أبناء الشعب اليمني في المحافظات يقومون بتطريز الأزياء القديمة بلمسة عصرية. حيث إنها تعتبر أزياء تقليدية متنوعة، إذ تختلف العادات والأزياء التقليدية من محافظة إلى أخرى، وباختلاف ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها. ففي محافظة صنعاء، هناك الكثير من الأزياء والاكسسوارات والعادات التقليدية التي تقوم بها العروس، ولم تزل حتى يومنا هذا اليوم، ومنها لبس المصون، أو ما يطلق عليها “الستارة”، هي عبارة عن قطعة من القماش كبيرة الحجم ملونة بأشكال مختلفة وجميلة، وتغطي جميع جسدها، وتضع فوقها “المغمق” وهي عبارة عن قطعة قماش ملونة قصيرة، وتضع تحتها “الملثمة” وهي عبارة عن قطعة قماش سوداء اللون تصنع من الحرير، وتلف كحجاب، تغطي بها العروس الجبين ونصف الأنف مع الفم، وترتديها العروس قبل زفافها بأربعة أيام. حيث يقيم أهل الصنعانية مراسيم زفة بالطبل والطاسة وآلآت موسيقية أخرى، ويطلق عليها اسم “لقفة الحمام”، كما ترتديها بعض النساء عند خروجهنَّ من المنزل، بدلاً من العباءة السوداء، كما توضع الستارة أيضاً على نعش جنازة المرأة المتوفاة، أثناء تشييع جنازتها.
عددت الأزياء والعادات التقليدية اليمنية من محافظة إلى محافظة أخرى، إذ تتنوع بتعدد ثقافاتها وعاداتها، ففي محافظة صنعاء، هناك الكثير من العادات والتقاليد اليمنية التي تقوم بها العروس في أيام زفافها، ولم تندثر حتى يومنا هذا، ومنها لبس المصون، أو ما يطلق عليها “الستارة”.