لماذا كل هذا التحامل على الرئيس صالح؟ .. حميد المنافس

الرئيسية  /  الأرشيف

لماذا كل هذا التحامل على الرئيس صالح؟ .. حميد المنافس
الساعة : 01:07
26 يونيو 2006

  احمد غراب –  نيوز يمن – 26 يونيو 2006  

منذ أعلن الرئيس علي عبدالله صالح تراجعه عن قراره السابق تحت ضغط الجماهير التي احتشدت أمام قصره الجمهوري والصحف والمواقع الإخبارية ما برحت تعج بالمقالات التي تشن هجوما لاذعا على صالح وكأن تراجع صالح هو السبب في رداءة الوضع العربي الذي نعيشه.
أعتقد أن مجمل هذه الكتابات التي تتناول قرار صالح بالسخرية والاستهزاء وتشبهه بالمسرحية تارة وبالفيلم تارة أخرى تنظر إلى الأمر من زاوية الوضع العربي المتشائم الذي نعيشه وتقوم بعملية إسقاط لرداءة هذا الوضع على قرار عودة الرئيس اليمني للترشح وكان يفترض أن لا تهمل هذه الأقلام رؤية الشارع اليمني الذي هو بيت القصيد باعتبار بقاء صالح أو رحيله شيء يخص الشعب اليمني ومن دواعي الفضول التعليق على رؤية الغالبية الكبرى من أبناء الشعب اليمني.
اعتقد أن ما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا والمنطقة العربية بشكل عام ينعكس بآثاره السلبية ليعكر الرؤية الواقعية للأقلام العربية التي باتت تنتقد كل شيء ولا يعجبها شيء في محاولة هروبية من قراءة الواقع بشكل منطقي فهؤلاء يجهلون تماما الدوافع الحقيقية التي تجعل رحيل صالح يشكل مأزقا بالنسبة للكثير من أبناء الشعب اليمني سواء في ظل انعدام البديل ا لمناسب أو الظروف الطارئة التي تمر بها اليمن بالإضافة إلى الجهل بالوضع الخاص الذي يمثله اليمن باعتباره بلدا قبليا ومسلحا ومن الصعب المغامرة والتسرع بعملية تغيير سياسي قد تشكل مطمعا للكثير من القبائل اليمنية الأمر الذي سيدفع باليمن إلى أتون حرب أهلية.
لقد حسبها الشعب اليمني جيدا وأدرك أن وقت التغيير لم يحن بعد وان صوت العقل والمنطق يقول إن صالح هو أفضل الموجود وان رحيله قد يشكل فتنة غير محمودة العواقب.
اعتقد ان من العبث الادعاء ان مشكلات الوضع العربي الراهن كانت ستزول لو أن صالح رحل عن الحكم ثم هل يطالب هؤلاء بحل مشكلات الزعامة التقليدية العربية على حساب امن واستقرار الشعب اليمني ثم أي الآراء أهم وأجدر بالاحترام رأي هؤلاء أم رأي واختيار الشعب اليمني.
والأهم، أليس من حق صالح الدستوري والقانوني أن يمضي نحو ولاية رئاسية جديدة وان يستجيب للجماهير التي تصر على بقائه.
لماذا تصر بعض الأقلام العربية على الرؤية التراجيدية والعاطفية للأمور دون دراسة الأسباب والدوافع الواقعية قبل النظرية للأمور ومنها عودة صالح عن قراره.
حميد الأحمر هل يكون المنافس الأقوى لصالح؟
اعتقد أن حميد الأحمر يملك ما يؤهله لدعم صالح وليس لمنافسته بحكم العلاقة السياسية والقبلية العتيقة التي تربط الشيخ الأحمر الكبير بالرئيس صالح منذ أمد بعيد.
وبالنظر إلى فرق الخبرة السياسية والشعبية الجماهيرية، يمكن القول أن التنافس بين حميد وصالح أمرا مستبعدا لا يتعدى أوراق الاستبيانات والدراسات النظرية. إلا أنه من الممكن القول أن حضور حميد قد يشكل منغصة لخلافة احمد لوالده بمعنى أن حميد الأحمر قد يكون منافسا لنجل الرئيس صالح بعد سبع سنوات.
ولا يختلف اثنان حول شخصية حميد الهادئة والمتزنة ومواقفه الوطنية، واعتقد أن الرئيس صالح نفسه يمنح الشيخ حميد المزيد من الثقة والاحترام ويمكن ملاحظة أنه لم يظهر قط استياءه من تصريحات حميد الأخيرة، الأمر الذي يؤكد قوة العلاقة التي تربط بينهما.
غير انه يصح القول أن العملية الديمقراطية لا تعرف قرابة أو علاقة قبلية والتنافس حق ممنوح لأي مواطن ولحميد الأحمر ان يكون له طموحاته الخاصة مثل غيره ومن حقه أن يحلم بكرسي الرئاسة كل هذا لا نختلف عليه.
إلا أني أعتقد أن المعارضة اليمنية تلعب لعبة خطيرة باستخدام ورقة حميد الأحمر سياسيا وإعلاميا، كمحاولة منها لتعكير العلاقات القوية بين الرئيس صالح وقبيلته.