ريما الشامي - السبت 14 أكتوبر-تشرين الأو ل 2006
السبت 22 ديسمبر 2002 كانت وقائع جريمة اغتيال جار الله عمر تبث على الهواء مباشرة الى ( جهة مجهولة) بواسطة تجهيزات تقنية اعلامية متقدمة وبتغطية شاملة استثنائية هي الاولى من قبل القناة الفضائية الرسمية لمؤتمر حزب معارض لتجسد الحيادية الغائبة دائما هذا ماهو مثبت في ارشيف وثائق جريمة اغتيال جار الله عمر .
دفع جار الله عمر حياته ثمنا مباشرا وضريبة استحقاق للقاء المشترك الذي يعد أرقى صيغة متقدمة للعمل السياسي الذي استطاع تجميع وتوجيه جهود القوى السياسية الوطنية باتجاه المصلحة الوطنية والقضايا الجوهرية لليمنينين
ونتيجة لضيق الافق والدموية و جنون الاستبداد فقد رأى في اللقاء المشترك خطرا عليه وفق منطقه المعوج القائم على الاقصاء والاستفراد بكل شئ فلم يجد امامه من سبيل الا طريقته المفضلة والمعهودة دوما وبواسطة ادواته واسلحته في مواجهة الشعب وقواه الوطنية وكان يراد للرصاصات التي اخترقت قلب جار الله عمر ان تنفذ مباشرة لقلب اللقاء المشترك ايضا ولتضع له نهاية في بدايته ويقبر الاثنان جار الله عمر ولقائه المشترك ويكون الظفر بعصفورين في حجر واحد .
النتائج أتت عكسية تماما واللقاء المشترك بدم جار الله عمر ازداد قوة وايمانا بالقضية الوطنية في النضال لاعادة الاعتبار لليمنين هوية ووجودا وجار الله عمر لم يكن الاول ولا الاخير في نزيف دماء اليمنين ونضالاتهم في الحرية والكرامة والخلاص من الاستبداد
واليوم الاستبداد صار في مواجهة مفتوحة مع الشعب تبدو غير متكافئة بين طرفين يتسلح احدهما بمقدرات البلد وامكانيات الدولة في قمع الشعب وارهابه وفرض نفسه بالقوة السافرة على شاكلة ماجرى مؤخرا من اغتصاب للسلطة بالقوة في تزوير الانتخابات الرئاسية والمحلية بكافة امكانيات البلد وفي مواجهة هذا الاستبداد يقف شعبا متسلحا بايمانه بقضيته العادلة ومطالبه المشروعة في استرداد حقوقه المغتصبة وحريته المستلبة ومقدراته المنهوبة على أيديى قوى الفساد والاستبداد
ولم يعد اليوم من مجال الا الاصطفاف الى صف القضية الوطنية وحقوق الشعب ومطالبه المشروعة العادلة في حياة انسانية حرة كريمة وعادلة أو الانحياز الى خدمة الاستبداد الفردي المؤسس على ارهاب الشعب وقمعه وكذلك على قوى وتوازنات الفساد القائمة على نهب المال العام ومقدرات البلد .
لم يعد بمقدور الاستبداد اليوم أن يواجه ارادة اليمنين وايمانهم باسترداد حقوقهم وحرياتهم ولن يستطيع الفساد كذلك أن يقف حائلا امام شعب يرنو لحياة حرة كريمة قدم لأجله اجيال من التضحيات والنضالات ولم تعد اعمال الارهاب والقتل والاغتيالات للشخصيات الوطنية اسلوبا ناجعا وقادرا على ارهاب الشعب واخضاعه واجباره على تنازله عن حقوقه الانسانية وحريته وهذا دم جار الله عمر لم يذهب هدرا بل هو اليوم هذه الارادة الشعبية الجارفة والهادرة بالخلاص من الاستبداد والفساد ودم الشيخ حميد الأحمر سيكون هو شعلة ايقاد الثورة الشعبية التي بأذن الله ستقتلع جذور الطغيان
اخرجوا اية سيناريوهات جديدة أو قديمة وابتكروا وابدعوا ماشئتم من ادوات واليات لقتل الشيخ حميد الأحمر وبأي طريقة صفوا الرجل كل ذلك لا يهم لأن القتل هو رصيدكم ولن تضيفوا بدم حميد الأحمر سوى رقما جديدا لشعب مذبوح جوعا وفقرا ومرضا وحروبا وتصفيات لم يعد القتل مجديا فشعبنا قد شبعه ولكن ثقوا لن يكون حميد الأحمر الا جار الله عمر اخر
اقتلوا من شئتم وأبدعوا مسرحيات الاغتيال فهذا هو تخصصكم وتأريخكم فقط تعرفون ماهي المحصلة النهائية ودم جار الله عمر شاهد الى أي منقلب يهوي اليه الظالمون .
يا حميد الأحمر سيزول هذا الظلم والاستكبار والطغيان سواء بحياتك أو بموتك وان كان اغتيالك سيعجل بنهاية الاستبداد وخلاص الشعب من الحكم الفردي فهل ياشيخ حميد ستخسر دمك فداء لوطنك المنهوب المستباح كرامته وحياة ابنائه ودمائهم ولقمة عيشهم وانت من أسرة تأريخها مقارعة الطغيان قدمت ابنائها واحدهم عمك حميد لأجل الخلاص من الظلم والاستبداد هل تبخل بنفسك ياشيخ حميد ان تكون حميدا أخر ..؟
فقط ليس بمقدورهم غير ان يتفننوا في اخراج مسرحية اغتيالك ويبدعوا السيناريو المحدد ومن ثم ليأتوا ويرسلوا لأسرتك تعزية في فقيد الوطن الغالي ويمشون في جنازتك كما هو المعتاد في تأريخ التصفيات الدموية التي يتميزون بها بإستمرار ابتداء منذ جريمة قتل الشهيد ابراهيم الحمدي .
ان مرحلة الاعداد لاخراج وتنفيذ جريمة قتلك ياحميد تبدو معقدة ومختلفة وينبغي انتاجها باتقان وحرفية أكبر وذلك يعود لثقلك الجماهيري المتمثل في موقفك المبدئي الرافض للاستبداد وسياسات الفساد الأمر الذي ساهم الى جانب كافة الجهود الوطنية على بعث الامل في الشعب وتجدي الثقة في أوساط الناس بأمل الخلاص من الظلم والاستبداد والفساد خاصة في ظل اصطفاف مختلف القوى والتوجهات الوطنية لانقاذ اليمن من الانهيار الشامل الذي اتى نتيجة طبيعية للحكم الفردي وسياساته الاستبدادية
ولعل على حسن الشاطر ليس الا جزئية بسيطة جدا تؤدي دورها في مساحة محدودة للتمهيد لسيناريوهات جديدة من فصول الجريمة ولكن نريدهم ان يسرعوا ويستعجلوا في الامر كي نبارك لك يا شيخ حميد الشهادة وهي تهنئة مقدمة لك وانت تبعث في حياة اليمنين الأمل والتصميم والايمان بالحرية والخلاص والانعتاق من الاستبداد والطغيان .
عموما ياشيخ حميد بأي شكل سوف يكون استشهادك هذا نتركه لهم فهم أهل الاختصاص أما نحن فنبارك لك استشهادك مقدما ونبلغك رسالة الى رفيق درب النضال الذي سبقك الشهيد باذن الله جار الله عمر بأن تقول له يا جار الله ان لقاؤك المشترك لم يمت بعدك وقد صار اليوم لقاءا مشتركا لكل اليمنين ومظلة جامعة لهموم وقضايا الوطن وامل الشعب وطريقه نحو الحرية التي حلمت بها يوما لابناء وطنك وأكثر من ذلك اخبره بان اللقاء المشترك اليوم صار برنامجا وطنيا للاصلاح الشامل يرسم كل ماحلمت به لليمنين من حرية وكرامة وعدالة ومساواة وحكم المؤسسات ودولة القانون
وتخبره أيضا ان مجيئك اليه هو في خطى درب هذا اللقاء المشترك نحو تحقيق حياة انسانية كريمة لليمنين ونرجو من الله سبحانه وتعالى ان يكتب لكما الخلود في جنات عدن كما انتم في الدنيا مشاعل امل ونور لليمنين تنيرون لنا دروب النضال والحرية والخلاص.