نيوزيمن - 23 مايو 2006
من المؤكد أن كيل الشتائم والنقد الموجه لشخص يختلف معنا في الرأي أو يقف موقفاً مغايراً منا لا يعد من أخلاقيات الحوار البناء ولا يعبر عن صواب رأي.. وبذا أبدأ حديثي عن أخي العزيز الشيخ حميد الأحمر القيادي الإصلاحي اللامع، عضو البرلمان الجريء ورجل الأعمال الناجح وبعض مما ورد في تصريحاته الأخيرة..
يحق لحميد، كما لغيره، أن يقول ويفعل ما يشاء، يطمح ويتطلع إلى ما يشاء، فنفوذه حاضر واسمه لا يحتاج تلميعاً، وحسبه رؤية الجميع له امتداداً حديثاً لنضال وتاريخ قديم يمكنه من التأثير بهدوء -لا التأثر باندفاع- ليصح فيه وصف "حريري اليمن" -دون أن يلقى ذلك المصير بالتأكيد وقاه ووقانا ووقى البلاد كل سوء وشر-.. فإمكانياته الذهنية والذاتية معلومة، وآراؤه واضحة بيد أنها لا تصيب موضعها أحياناً..
فهو يرى في اللقاء المشترك بديلاً للوضع القائم (...)، ويدعو إلى رفع شعار "جمهورية ومن قرح يقرح"!!
وفي تصوري لم يعد هذا أوان رفع ذلك الشعار، فالجمهورية باقية بفضل تضحيات الآباء جميعاً ونضالهم المشترك من آل الأحمر ونعمان والإرياني والزبيري وأبو لحوم والشايف والقوسي والرصاص والمتوكل وعنان والشامي وغيرهم.. ومن لم يعجبهم النظام الجمهوري قد قرحوا من زمان..
أما توقع المعارضة، في إطار اللقاء المشترك، بديلاً، فيؤسفني القول: أخطأت يا أخي... عداكم أنتم في الإصلاح لا وجود جماهيري للمعارضة في الشارع اليمني يؤهله لموضع البديل.. وقد سبق أن تناولت هذا الأمر في مقال المعارضة اليمنية في الشارع المنشور في نيوز يمن ومقالات غيرها..
وتمنيات ودعوات قيادة المعارضة ألا ينفرط عقد الشراكة بينهم تدل على احتمال حدوثه فتكون المشاركة مستقبلاً انفرادية، وبالتالي تغيب مجدداً عن الأذهان افتراضات وجود بديل مشترك بين أقطاب المعارضة، ولن يجلو البديل إلا بعد عمر طويل..
لا خلاف إلا في أسلوب عرض رأي الشيخ حميد والذي يفسره بعض المتابعين أنه اختلاف مصالح!! ولا أشكك في سلامة نواياه لكنني حريص على تجنبه لتسمية الأشياء بغير مسمياتها الصحيحة في تصريحاته وأحاديثه عامة..
فبأي شكل من الأشكال هذا النظام الذي يدعو أخي حميد المجتمع الدولي إلى نزع شرعيته، كان له بجهوده الشخصية في إطار تنظيمه السياسي وبمشاركة تنظيمه السياسي اليد الطولى في ترسيخ وجوده ومنحاه شرعيته الداخلية والخارجية المستحقة، بالعمل في إطاره العام في حرب 1994م وبعده، وليس في شراكتهم جرماً أو خطئاً، لكن الخطأ يكمن في المعالجة بخطأ واندفاع التصريحات..
يقول أن هناك استبداداً ووافقه الأخ العزيز الشيخ ياسر العواضي عضو اللجنة العامة بالمؤتمر الشعبي العام الذي أصاب في تعبيره عن ألا فكاك من هذا الاستبداد، أي استبداد، إلا بوعي وثقافة شاملين، فهلا نشرهما حميد بدءاً من منطقته ودائرته ليتمكن من إزالة أي استبداد يتصور وإحداث الثورة التي بها يحلم والتصحيح الذي يريد.. دون أن يغره تأييد مؤقت أو تصريح مساند سرعان ما ينقلب عليه..
والمستقبل –كما هو أمامنا جميعاً- أمامه وشاء أم أبى هذا أفضل حال نعيشه حسب المتاح والممكن مع الإقرار بإسهامه المباشر فيه تنظيماً وتاريخاً وشخصاً.. فما رأيه ؟