د. عبدالله المقالح : ايلاف :11 – 8 -2009
لن أكتب هذه المرة عن تأثير مرور سنتين على إيلاف، بل الأولى أن أكتب عما آلت إليه أحوال البلاد بعد مضي سنتين على إيلاف، وهي أحوال لا تسر ، خاصة بعد أن سمعنا كلام الشيخ حميد الأحمر في قناة الجزيرة، وعليه فليعذرني أخي محمد إن بخلت في الكلام على إيلاف.
منذ أن توفي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله وعلاقة أولاده بالأخ الرئيس، بل إن صح القول علاقة حاشد بالنظام لم تتضح معالمها حتى اليوم، إلا إذا كان حديث الشيخ حميد في قناة الجزيرة يُمثل بطريقة أو بأخرى رؤية تتبلور داخل أسرة الشيخ ثم في حاشد، حينها يمكن القول إن العلاقة بينهما بالفعل قد تصل إلى مفترق طرق.
ما الذي حدث؟، وهل يستطيع النظام أن يمضي من دون حاشد؟، الحقيقة أن الأخ الرئيس بعد 94 تهيأت له أحوال البلاد والعباد وصار الكل من حوله حرس شرف يتباهون بتقديم الولاء والطاعة له، ولم ينغصه منغص باستثناء (لا) الشيخ عبدالله رحمه الله الذي كان يقولها له من وقت إلى آخر، فاستغلها بعض شياطين الإنس الكارهون لهما ولليمن وأمنه على أن المدخل لفك الارتباط بينهما هو إفساد تلك العلاقة التي استمرت طويلا محروسة بمقولة كانت تنسب للأخ الرئيس (أنت شيخي وأنا رئيسك)، فبدأت من مقالة الميثاق التي أسست لكراهية تطورت وتعاقبت مظاهرها حتى اليوم.
ومع أن الانتخابات الرئاسية ودعم الشيخ حميد بقوة لمرشح المشترك تبدو وكأنها أشد حلقات الخلاف بين السلطة وأولاد الشيخ، إلا أنني أرى أن ذلك الموقف خدم السلطة وأظهر للعالم جدية الانتخابات الرئاسية خلافاً لسابقتها التي وسمت بالهزلية، إذاً فالخلاف الحقيقي بدأ عندما حاولت السلطة اختراق حاشد بإزاحة الشيخ حسين من رئاسة فرع المؤتمر الشعبي بمحافظة عمران وهي محافظة حاشديه ، تلاها إسقاطه في انتخابات اللجنة العامة والتمثيل فيها للمحافظة عمران أيضا، وهو ما دفع الشيخ حسين إلى تأسيس مجلس التضامن الوطني الذي نظرت إليه السلطة على أنه تجمع غير شرعي، لكنه أزعجها وأربكها خاصة في أجواء الاحتقانات السائدة في البلاد، ثم في منعه من دخول صنعاء بحجة حمله ومرافقيه السلاح.
وأخيرا ماجاء من كلام الشيخ حميد في الجزيرة الذي قال كلاما لم يقله أحد من قبله ولا أعتقد أن أحدا سيقوله من بعده، وهو مؤشر أن الشيخ حميد هو من ورث عن أبيه كلمة (لا) في وجه النظام، فقد قالها وزيادة، ولو أن ماجاء على لسانه بلسان غيره ومن قبيلة غير حاشد لرأينا الأمر مختلفا تماما.
لا أدري هل الأخ الرئيس حاول أن يتجاوز حاشد ليحكم بدون دعم منها، علما أن العارفين بتاريخ اليمن الحديث يؤكدون حقيقة أن حاشد على امتداد التاريخ غالبا ما تكون عاملا مرجحا لهذا الحاكم أو ذاك، وقيل أن فشل ثورة 48 بقيادة عبدالله بن الوزير كان سببه عدم مباركة حاشد له، وعلى أن نجاح ثورة سبتمبر تحقق بسبب مباركة حاشد.
اليوم وقد تسارعت الأحداث، فحراك في الجنوب وتمرد في صعده ومقاطعة المشترك للحوار، ثم وهو الأهم إن تخلت حاشد عن دعم النظام، لا أدري كيف سيخرج هذا النظام من هكذا أوضاع لاتسر الكل ونخشى أن نكون جميعا ضحية فتنة لا يسلم منها أحد.. أسأل الله أن يُفرج عنا ويشملنا برحمته.