زيد السلامي – التغيير نت : الأحد: 9 اغسطس2009
رسائل عديدة وجهها الشيخ حميد الأحمر في مقابلته الأخيرة مع قناة الجزيرة في برنامج (بلا حدود) كانت هذه الرسائل التي وجهت الى الداخل والخارج ,في هذه المقابلة يبدو ان الشيخ حميد السياسي الطامح والقادم بقوة إلى عالم السياسة أرد ان يظهر كبديل للرئيس الصالح ولكن ليس في هذه المرحلة وقد بدا ذلك عندما طلب من الرئيس ان يتنحى من منصبه ويترك ذلك لنائبه عبد ربه منصور مؤقتا ثم السعي بعد ذلك الى أجرى انتخابات حرة ينتج عنها انتخاب رئيس من الجنوب حسب زعمه وهذا ما يوضح ان الشيخ حميد لا يطمع بالحكم في هذه المرحلة وإنما يفضل ان يحكم شخص جنوبي حتى تحل المشاكل وتخرج البلاد من الأزمات التي تمر بها ويرتب بيت الحكم وهو بذلك يكون قد مهد الطريق للوصول الى الكرسي الذي يطمح إليه .
حميد الأحمر وجه الرسالة الأولى إلى الحراك الجنوبي وابدأ تعاطفه معه ,ومع المشاكل التي يعاني منها ابنا الجنوب وحمل السلطة كل ما يحدث في الجنوب ,وأعلن صراحة انه ضد القتل والقمع الذي يتعرض له ابنا الجنوب ,وفي نفس الوقت امتدح الحراك والرئيس علي ناصر محمد والخبجي وغازل علي سالم البيض عندما رد على السؤال الذي طرح حول إن الرئيس صانع الوحدة قال ان الوحدة لم تكن جوهرة ضائع في أعماق البحار غاص على عبدا لله صالح ليخرجها ...وإنما شرف في التوقيع عليها ,وأضاف كانت الوحدة بين نظامين وكان لها استحقاقاتها .....من خلل كلام الشيخ حميد يتضح انه أراد ان يكسب رضاء الجنوبيين وان يوضح لهم ان عدوهم هي السلطة الحاكمة وفشلها الذر يع في إدارة البلاد وليس ابنا الشمال ,وان المشكلة في النظام الحاكم وليس في الوحدة ,وهو بذلك يدعوهم إلى الحوار والى حراك على مستوى الجمهورية من اجل التغيير والحفاظ على الوحدة حسب قوله ,ويبدو إن قيادات الحراك فضلت الصمت وعدم الرد على كلام الأحمر وان كان الفريق المتشدد في الحراك ومن خلال ما صدر في موقعهم يرفض كلام حميد ويعتبره توزيع ادوار ليس إلا, إما الطرف المعتدل فقد بدا انه ينتظر الفعل وليس القول .
أما الرسالة الثاني فقد وجها إلى أمريكا والغرب عندما تحدث انه منفتح عن العالم ويستقبل من يريد مقابلته في أي وقت ,وكذلك عندما تحدث عن القاعدة وقال أنها منتج من منتجات السلطة تبتز بها الدول الغربية وإنها تضخم الخطر من القاعدة في اليمن لأجل المال فقط وهو في هذه النقطة يطرح البديل القادم الذي يسعى إليه وسكون أفضل لهذه الدول من السلطة الحاكمة .
الرسالة الثالثة موجهة إلى الرئيس علي عبدا لله صالح الذي وجه ليه انتقادات لاذعة وقوية عندما اتهمه انه هو سبب المشاكل والأزمات الحاصلة عندما قال (لنا أكثر من عالم في الحوار الوطني ,وقد سعينا الى البحث عن المشكلة الحقيقة فوجدنا أنها تكمن في شخصنه الدولة ,وفي شخص الرئيس وكل الامور في يد الرئيس وأبناء الرئيس وأبناء إخوانه , أي ان الدولة أصبحت في أسرة واحده واصحب مجموعة من الأشخاص يتحكمون بكل ثروات البلد ومصير البلد الذي يسير من سيئ إلى أسوا, ويعني حميد بالرسالة الواضحة التي وجها إلى الرئيس إن البديل ليس احد من أقارب الرئيس وعليه ان لا يفكر بالتوريث لان الأمور قد تغيرت وأصبح من الصعب إن يتولى احمد علي او يحيى هذا المنصب وان يشغل احدهم منصب الرئيس في ضل كثرت المنافسين والقدمين الى عالم السياسة بقوة أمثال حميد الأحمر الذي يسعى الى ذلك (من اجل اليمن )كما قال حميد حين وجه رسالته إلى الرئيس وطلب من التنحي عن منصبه ,وفي نفس السياق وللهدف ذاته وجه حميد رسالة إلى الحوثي مفادها إن يقلع عن طموحه الرامي إلى اعادت الإمامة والى حكم اليمن وقد كان أكثر وضوحا في ذلك وكان رده حاسما بما يتعلق بصعدة والحرب القائمة هناك.
أما الرسالة الأخيرة والغير المباشرة فقد كانت موجه إلى أحزاب اللقاء المشترك مفادها ان أحزاب اللقاء المشترك متأخرة وعليها ان تكشف ما يدور وراء الكواليس وتتبنى قضايا وهموم الناس وان تطرح البديل لا ان تستمر في تقديم المبادرات التي تثبت وتحافظ على النظام ,واعتقد ان الشيخ حميد كشف كل ما يدور في دهاليز اللقاء المشترك ومجلس التشاور الوطني ,وهذا الطرح الجريء بدا انه لم يعجب الكثير في أحزاب اللقاء المشترك وقد بدا ذلك من التغطية الضعيفة للمقابلة في صحف تلك الأحزاب, نتمنى إن رسائل حميد الاحمر قد وصلت إلى الجهات التي وجهت إليها..