بقلم: المحرر السياسي – الاهالي : 8-8-2009
حظيت مقابلة الشيخ حميد الأحمر مع برنامج "بلا حدود" والتي بثتها قناة الجزيرة الأسبوع الماضي باهتمام كبير في اوساط الناس بمختلف مشاربهم. وليس هناك من مؤشر على أهمية تلك المقابلة اقوى من الحملة الإعلامية ضد الشيخ حميد والتي شنتها وسائل اعلامية محسوبة اما على السلطة أو على الحوثي أو على تيار الإنفصاليين. وكان واضحا ان الفريق الذي قام بالبحث واعداد الأسئلة لبرنامج بلا حدود قد انطلق من موقف منحاز وخرج على ابسط قواعد المهنية والمسئولية الوطنية في العمل الإعلامي. ومع ذلك فقد نجح الشيخ حميد بشكل كبير في تقديم اجابات قوية للأسئلة المفخخة من نوع "ماذا قدمتم للوطن؟" و"من اين لكم هذه الثروة؟" وخرجت الأسئلة عن مقتضيات النزاهة بوصف قضية قذف تعرض لها الشيخ من قبل احدى الصحف بانها "تعبير عن الراي" وتصوير رئيس تحرير تلك الصحيفة الذي يهدد الناس بالقتل يمينا وشمالا بانه ضحية تهديد بالقتل. كما خرجت تلك الأسئلة عن اللياقة ايضا عندما راحت تسال عن الأسباب التي جعلت الشيخ الراحل يتلقى دعما من السعودية. وغني عن القول ان مقابلة الشيخ حميد قد قوبلت بارتياح كبير في الشارع اليمني الذي يشعر بقلق بالغ على الوحدة في ظل سلطة فقدت القدرة على التفريق بين الصواب والخطأ وبين القضايا ذات الطابع السياسي وتلك ذات الطابع الوطني. وليس عيبا ان يختلف أيا كان مع الآراء التي يعبر عنها الشيخ حميد الأحمر او مع اي من قيادات الإصلاح او مع المواقف التي يتخذونها. ففي دولة المواطنة المتساوية التي يدعو اليها الشيخ حميد لا فضل لعربي على عجمي الا بالقدر والحدود التي يضعها القانون. فتهديد رئيس تحرير صحيفة بالقتل ليس التصرف الحكيم وان كان ذلك الشخص قد تورط في قضية قذف واضح. ولعل الشيخ حميد قد تعلم جيدا من الدرس بدليل انه لجأ الى القضاء لحل المشكلة.
كما ان الشيخ حميد ليس فوق النقد بالتأكيد. وقد طرحت بعض المواقع المحسوبة على الحوثي على سبيل المثال نقدا مشروعا لما ورد في مقابلة الشيخ حميد بشأن احداث صعدة التي كان الأجدر بالشيخ ان يتعامل معها بشكل مختلف يتناسب مع الموقع الذي اختاره لنفسه ومع الأهمية البالغة لما يطرحه من اراء في القضايا الوطنية الحساسة. اما البعض الآخر من تلك المواقع فقد حاول استدعاء الصراعات التاريخية بين الإئمة وقبيلة حاشد وتحميل الشيخ حميد وزرها.
والأمر الغريب هو تسخير الوسائل الإعلامية العامة، وخصوصا تلك التي يسيطر عليها انصار الإمامة، للهجوم ضد الشيخ حميد بسبب تعبيره عن رأيه في بلد يفترض ان يحكمه نظام جمهوري وليس ملكي وان يخضع رئيسه للدستور شأنه في ذلك شأن اي مواطن آخر ان لم يكن اكثر. وفي وقت تتعرض فيه البلاد من الشمال والشرق والجنوب لمخاطر جمة في حين تتظاهر السلطة بالصمم السياسي كان لا بد من تذكير الرئيس وكافة المسئولين بانه لا بد من احترام الدستور وأسس النظام الجمهوري. ومن غير المقبول ان تحاول بعض المواقع والصحف المشبوهة تزييف الوعي والكذب والافتراء. فقد ذهب احد المواقع المشبوهة الى طرح السؤال "هل المطلوب هو احمر بدل احمر؟" مغفلا ما قاله الشيخ حميد اثناء المقابلة من ان الحفاظ على الوحدة الوطنية يتطلب رئيس جنوبي خلال المرحلة القادمة ومحاولا ايهام القارئ كذبا وزورا وبهتانا ان كل هم الشيخ حميد هو الوصول الى السلطة في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد لخطر التفتت والتمزق.
وحاول موقع آخر يوهم الناس على انه تابع لحزب الإصلاح الإساءة للشيخ حميد عن طريق التعليقات التي يكتبها محرروا الموقع على انها اراء القراء. ولجأ موقع ثالث متخصص في ضرب الوحدة الوطنية والتحريض الطائفي الى تنطيق كاتب قال انه عراقي بعض الإساءات للشيخ حميد وبطريقة تثير السخرية .