بقلم : حميد بن عبدالله الاحمر - 26 سبتمبر 2012
وشعبنا اليمني يحتفل بالعيد الذهبي لثورة 26سبتمبر المجيدة, يتحتم علينا التأكيد على ان الثورة تعد فعل مترابط وسلسلة من المتغيرات المستمرة التي لا تنتهي , تؤدي الى نتائج تغيرية تعمل على تعزيز المسيرة الحضارية لأي شعب او امة ناهضة ، ولذا فالثورة الشبابية الشعبية اليمنية السلمية التي أشعلها اليمانيون ضد نظام حكم اليمن لثلث قرن ,وانتج مصفوفة من التخلف والازمات هي استكمال لثورة 1948 وثورتي ال26من سبتمبر وال14من اكتوبر ، وفق منهجية ثورية سعت - ولازالت تسعى- لتصفية آثار الاستبداد والاستعمار ومخالفاتهما وإقامة دولة مدنية يمنية عصرية حديثة ، ترتكز على اعمدة اساسية في الحكم والإدارة وقيم الشورى ،والعدالة ،والمساواة، وتحقيق الديمقراطية الشوروية التي تعمل وفق آليات سليمة لتدول السلطة سلميا , وتمتين بنى النهوض, وإرساء دعائمه التي ما فتئت تواجه الكثير من التحديات الماثلة والتي تستوجب بذلا متكاملا من أجل ترسيخها في الوعي العام وواقع الحياة, وتفعيلها لتتحول الى واقعا وطنيا نهضويا ملموسا ومحسوسا، يتجاوز رهانات التمزيق والتلفيق الى أفق بنائية قوية .
إذ لابد أن تنتج الثورة اليوم وبتظافر جهود كل أبناء الوطن الواقع المحلوم به، ذلك الذي ظل خيالا وجدانيا جميلا يراود أحلام الشعب ويهمين على تفكيره ، ويصيغ إيقاع حركته وتوجهاته بدءا من التفاصيل اليومية الصغيرة ،الى صناعة التحولات التغييرية الكبرى، التي تأتي كنتيجة منطقية لتراكم أسبابها المختلفة.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم الثائر :
إن بناء الاوطان عملية مستمرة لا تعرف الركود ، ولا تتوقف عند انتصارات محددة ، بل تنتج الأفاق العقلانية الرحبة ، وتتجاوز الحاضر الى المستقبل مستفيدة من أجمل ما في ماضيها وحاضرها لتصنع مستقبلها ، وتوظف إمكاناتها وقدراتها الذاتية في تأكيد نهوضها ، وتستفيد من فرص الحياة ومتغيراتها ، لترسيخ قواعد متينة ترسم خطوطا عريضة للأجيال القادمة بكل ما تحمله من أشواق وتطلعات واحلام .
إن الثورات اليمنية كانت ولازالت تحمل في مضمونها التغييري استراتيجية التحرير والتوحيد والنهوض، وهو ما تؤكده مسيرة الثورات اليمنية في ترابطها وواحديتها ، وفي وحدة قواها الوطنية الثائرة التي اشعلتها في الماضي والحاضر، فمن رحم ثورة 26سبتمبرجاءت ثورة 14اكتوبر, وتكاملت الجهود الثورية لإنتاج الوحدة اليمنية في ال22مايو 1990م، التي قامت الثورة الشبابية السلمية بداية العام الماضي لترسيخها بإزالة نظام سياسي هدد وحدة البلاد بسياساته التي كادت ان تؤسس للحروب والتقسيمات المناطقية والجغرافية والفوضى الاجتماعية والسياسية، وإعادة انتاج نظام الملكية من خلال التوريث السياسي للحكم ، وتجديده بأساليب مزورة .
إن بناء اليمن الجديد مسؤولية اليمنيين جميعا ، وإن نهضته وترسيخ وحدته الوطنية يجب ان يكون في مقدمة أولويات كل القوى السياسية والاجتماعية والفعاليات المختلفة التي تعمل بصدق وإخلاص من اجل يمن حر ناهض يعي ذاته الحضارية التاريخية ومكانته الاستراتيجية في عالم اليوم المليء بالمتغيرات.
حفظ الله اليمن ..الرحمة لشهداء الثورة اليمنية ..النصر لليمن وشعبه الحر الأبي..
* امين عام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني