عُد يا فخامة الرئيس ..

الرئيسية  /  الأرشيف

عُد يا فخامة الرئيس ..
الساعة : 21:06
6 فبراير 2021

بقلم : حميد بن عبد الله الاحمر – المصدر اون لاين  -  6  فبراير 2021

  لم تعد أثار حرب الاستنزاف التي تدار بشكل عبثي منذ عدة سنوات في بلادنا مقتصرة على ما  ألحقته من اذى ومعاناة لليمنيين، ولكنها أصبحت مصدر قلق وإحراج للمجتمع الدولي ، وهاهي إدارة الرئيس "بايدن" تجعل إيقاف هذه الحرب من أولوياتها القصوى ، وتُعلن وقف مشاركتها فيها.

طبعاً ايقاف مشاركة الامريكان لا تعنينا فليست ذات اثر ملموس، ناهيكم عن أن حربنا مع عصابة الحوثي لا تحتاج دول عظمى، ولا مليارات الدول الثرية ، كل ما نحتاجه صدق مع الله ومع اليمنيين، ووضع حد لعبث العابثين وفساد الفاسدين .

كما لا يجب النظر إلى إعلان إدارة "بايدن" أنها ستعمل لوقف الحرب في اليمن بوصفه قرار يخدم مصلحة الحوثي ، على النقيض تماماً، الحوثي هو المستفيد الأكبر من استمرار الحرب بهذا الشكل العبثي ، والواجب عليك فخامة الرئيس وعلى قيادات الشرعية جعل المساعي والنوايا المعلنة للإدارة الأمريكية الجديدة تصب في مصلحة أنهاء الانقلاب ومعاقبة الانقلابين، وتطبيق القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن في عهد إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق اوباما.

فخامة الرئيس :

لست اليوم إمام ترف الاختيار بين العودة من عدمها، لكنك أمام واجب يمليه عليك موقعك ومسئوليتك وقسمك الذي أديته -  وهذا الواجب يحتم عليك سرعة العودة للوطن. -

فإذا كانت عدن أو سقطرى  أو اي جزء من اليمن واقع تحت الاحتلال الإماراتي، وإن تغلف بغلاف وطني ، فأعلنوا ذلك للملأ ، وبينوا ذلك للعالم وللقوى الدولية التي أعلنت بالأمس عزمها مواجهة الديكتاتوريات ، وبادروا بالعودة الى المناطق المحررة وهي كثيرة .

عُد الى مارب وستجد جيش الوطن وقبائل مارب وأبناء اليمن في مارب يضعوك في حدقات عيونهم، وإن شئت عُد الى سيئون وأنا على ثقة أن قبائل حضرموت العزة والشموخ ستكون حصنك الحصين بعد الله عز وجل ، وان أردت فعُد الى تعز ، حيث لن يبخل أحرارها ببذل دمائهم في سبيل الله والوطن ، وهذا ديدنهم مذ عرفنا انفسنا، كيف ولا وتعز قلعة الصمود والحرية .

وأنت في غِنى عن الحيرة في اختيار مكان العودة وشبوة الشموخ في الوجود ، فهي بفضل الله وبرجالها وأبنائها وأحرارها وأرضها الطيبة التي تأبى الضيم وترفض الخنوع تقف سدً منيعاً أمام مشاريع التخريب والاستعمار .

عُد يا فخامة الرئيس، انت وقيادات الدولة حتى ولو في خيمة في الوديعة ، وستجد الشعب اليمني التواق لدولته وامنه واستقراره خلفك ، ولن تحتاج للدعم الأمريكي الذي أعلنت امس إيقافه عن التحالف ، ولا إلى غيره

عُد ومارس أعمال السيادة المستلبة ، ونظف جهاز الدولة في المناطق المحررة من الأبواق والعملاء ،

وقُد معركة التحرير بنفسك وسيوفقك الله .

عُد وبأذن الله وقدرته ستعود عدن وتعود صنعاء وتعود سوقطرى وتعود اليمن

وعندما تعود فلا خوف ولا قلق مما تعلنه الولايات المتحدة او غيرها عن مساعيها لإيقاف الحرب، لأنك وشعبك وجيشك بأذن الله هو من سيوقِف الحرب بالوقوف القوي أمام الطامعين، ومواجهة المفسدين في الارض ولفظ الفاسدين ، واسترداد السيادة والكرامة الوطنية والسلطة المغتصبة ، وتعرية الأقزام والأذيال .

عُد وأرسم انت وأبناء وطنك مستقبل بلادك ، قبل أن تُفرض عليك تسويات مهينة ، وحلول مستوردة يُمليها الطامعين ، ويصعب عليك الوقوف القوي أمامها وأنت ضيف ثقيل على غيرك ، ولكنك وأنت في وطنك ووسط شعبك ستكون عصي على كافة المؤامرات والإملاءات من أي كان .

عُد يا فخامة الرئيس قبل أن يستحيل أن تعود