مانع سليمان / ٨ نوفمبر ٢٠٢١
مؤخراً خرج الشيخ حميد الأحمر مرحباً بدعوات خصومه لتوحيد الصف ، خرج بالأمس كحامل لقضية لا كمتاجر بها ، خرج ليتحدث بكل صراحة ووضوح ، وبلغة لا دبلوماسية فيها ولا موغادة ولا رتوش ، خرج وقال الكلمة التي تحتاجها المعركة وحسب.
هذا تقييمي لرسالة الشيخ حميد التي أرسلها إلى العميد طارق عفاش والتي كانت كما لو أنها عملية قلب مفتوحة بدون تخدير ، أنا هنا لست بصدد الدفاع عن الشيخ حميد الأحمر فلديه من الامكانيات الاعلامية ما يمكنها أن تقوم بذلك وبالشكل الذي يقلب الرأي العام رأساً على عقب ، لذلك لا شأن لي بالشيخ حميد كشخص ولا شأن لي بالدفاع عنه .
شأني هو اليمن وقضيتي هي الجمهورية وما أدافع عنه هو مستقبلي الذي أصبح بكف عفريت بسبب الخيانات التي مارسها العسكريون بحق الجمهورية ليماحكوا أسرة أو حزب ، أقف اليوم أمام رسالة الشيخ حميد وقفة إجلال لصراحتها التي تدل على صدق الرجل لا على انتهازيته أو سلوكه الاستغلالي للتسلق على جراح الشعب ومحاولة القفز على تضحيات الوطن كما ألاحظ ذلك في فهلوات العميد طارق الذي الأصل في حضوره هو الميدان القتالي لا اللوك الاعلامي .
ولكي أكون أكثر صراحة وأكثر انتصاراً للجمهورية مع الجميع، دعوني أعطيكم ما توصلت إليه من خلال متابعتي الحريصة لردود الأفعال التي تلت رسالة الشيخ حميد الأحمر، سواء كانت تلك الردود عبارة عن تعليقات في صفحة الرجل أو كانت عبارة عن منشورات مستقلة في ضوء الرد عليه ، وقد وجدت التالي :
١. وجدت رسالة الشيخ حميد الأحمر لطارق تعتبر مختبر فاحص لمصداقية الجميع .
قبل أيام نشرت منشورات تحدثت فيها من أن على طارق عفاش ان كان جادا في دعوات توحيد الصف أن يتجه بدعواته إلى الإصلاح ، كون الإصلاح هو الحزب الذي يعيش طارق عفاش ومن هم في سربه معه على خلاف ، ورسالة الشيخ حميد الأحمر تعتبر مختبراً حقيقياً لفحص جدية الدعوات التي لاكها طارق عفاش واعلامه الممول اماراتياً طوال الفترة الماضية ، حيث وأن صدق دعوات توحيد الصف تتطلب تجاوز الماضي كل الماضي والالتحام بكل خصومه دونما استثناء ، والشيخ حميد وضع الأخوة بالساحل في المختبر ، ومصداقيتهم في الدعوة لتوحيد الصف ستظهر من خلال تعاملهم مع رسالته .
٢. وجدت الأخوة في الساحل مضطربين تجاه رسالة الشيخ حميد الأحمر ، وقد أصابتهم الرسالة بصدمة ، جعلتهم يخرجون عن طور الدبلوماسية التي اعتدنا ظهورهم بها خلال الفترة الماضية ، وأخرجوا ما بداخلهم من حقد وشقاق وفراق ، وانطلقوا للحديث عن الشيخ حميد كخائن !!! ومنهم من تحدث عنه كهارب لا يحق له التحدث بالشأن اليمني !!! ومنهم من بدأ يتحدث عنه بحالة من التشفي الذي حاول إظهار رسالة الشيخ على أنها عبارة عن استجداء من قبله لطارق ، وتعاملوا مع الرسالة كما لو أنها مؤشر لانتصارهم وانتصار المرافق المقدسهم !! .
٣. وجدت حالة انفصام حقيقية في الشخصية السياسية للأخوة في الساحل ، فالشخصية التي لطالما أزعجتنا بالحديث عن ضرورة توحيد الصف وضرورة تجاوز الماضي لمواجهة الإمامة والكهنوت ، ظهرت بالأمس شخصية انتقامية لا يوجد لديها أدنى جدية في توحيد الصف ، وظهرت كشخصية انتهازية فقط تحاول التسلق والقفز وسرقة الثبات الجمهوري لأبطال ليس لهم أدنى جهد في صمودهم الاسطوري الذي يتسلقون عليه ، ظهروا حاقدين وبرزوا كخصوم حمقى لا يمكن أن يبنى على قزميتهم صف ، أحدهم يقول بأن حميد الأحمر بالنسبة لطارق خصم ، ولا يحق له مخاطبة طارق عبر رسالة !! وكأن طارق بالنسبة لحميد كان عبارة عن حمامة زاجلة ولم يكن خصم !!
٤. قرأت الكثير من العبارات التي تتهم الشيخ حميد الأحمر وبيت الأحمر بالخيانة للجمهورية وأن ذلك أحد موانع للالتقاء بهم في أي نقطة مشتركة !!
لقد أصبت بالاندهاش وأنا أقرأ كل ذلك الكم من الهذيان من قبل اعلام الساحل ، لذلك دعوني أتحدث عن هذه النقطة بالذات ، نقطة الخيانة للجمهورية ، وضع مقارنة بين حميد الأحمر وطارق عفاش ، وأتمنى أن لا يزعجهم ذلك ، والمقارنة في التالي:
أ. الشيخ حميد الأحمر شخصية مدنية .
العميد طارق محمدعبدالله صالح شخصية عسكرية.
ب. الشيخ حميد الأحمر والأسرة التي ينتمي إليها ، خاضت مواجهات قتالية مع مليشيات الإمامة والكهنوت منذ هجومها على دماج ، وقد أسندت مهمة الانتصار لأبناء دماج إلى الشيخ حسين الأحمر حينها ، وخاضوا حرباً ضروسا مع مليشيات بني هاشم منفردين ، حتى تمكنت السلالة من كسرهم ووصولهم إلى صنعاء ، وبتواطؤ وتحالف من قبل طارق عفاش وأسرته .
العميد طارق محمد عبدالله صالح والأسرة التي ينتمي إليها ، تنكرت للجمهورية التي كانوا يقودونها ، وتحالفوا مع مليشيات الإمامة والكهنوت ، وشاركوها إسقاط المحافظات وسلموها المعسكرات والمخازن ، وتفاخر طارق عفاش بمرافقته لأبو علي الحاكم أمام الجميع!!
ج. الشيخ حميد الأحمر كان عضواً لمجلس النواب وحسب . العميد طارق عفاش كان قائداً عسكرياً كبيراً في الجيش الجمهوري.
د. غادر الشيخ حميد الأحمر اليمن بعد سقوط صنعاء كرجل أعمال وشخصية مدنية حينما سلم طارق عفاش وجميع القيادات العسكرية من أبناء أسرته صنعاء ومؤسسات الجمهورية فيها لرئيس اللجنة الهاشمية محمد علي الحوثي .
بقي العميد طارق عفاش وجميع أفراد أسرته من قيادات الجيش الجمهوري في صنعاء ليسلموا الإمامة ومشرفيها كل معسكرات الجمهورية ومخازن أسلحتها ، وتحولوا الى مرافق لابو علي الحاكم وموزعين لمرافقين مشرفين الحوثي من قوات الحرس الخاص.
ه. بعد أن غادر الشيخ حميد الأحمر وأغلب أفراد أسرته صنعاء اتجهوا لدعم كل أعمال المقاومة للإمامة والكهنوت في كل المحافظات ، وأسندوا مهمة المشاركة الميدانية في مقاومة الإمامة إلى كل من العميد هاشم بن عبدالله الأحمر شقيق الشيخ حميد الأحمر ، وأحد أبناء الشيخ حميد الأحمر ، وكان ذلك في بداية ٢٠١٥م.
بعد أن شارك طارق عفاش وأسرته الهاشميون إسقاط صنعاء ، انطلقوا جميعاً مع مشرفي بني هاشم لمواصلة إسقاط ما تبقى من محافظات الجمهورية بأيدي الاماميين حتى اوصلوهم إلى عدن ، ومكثوا يقاتلون بصف الإمامة والكهنوت حتى أحداث ديسمبر ٢٠١٧م والتي كانت نتاج خلاف بين الهاشميين والخونة من مرافقيهم (طارق عفاش وإخوانه وأبناء عمه ) .
وشاركنا اولاد الشيخ عبدالله الأحمر الحرب ضد الإمامة والكهنوت طوال السنوات الماضية ووصلنا بمعيتهم إلى مشارف صنعاء ، ولم نسمع منهم من أو تعالي أو محاولة للتسلق على تضحيات الشعب وبطولاته.
بعد أحداث ديسمبر خرج طارق عفاش من صنعاء إلى أبو ظبي ، ولم يعود إلى اليمن الا في بدايات ٢٠١٩م ، وشارك منفردا مهاوشات بالساحل الغربي، ومن استوعبنا ضباط قواتهم في قواتنا ومكناهم من قيادة الكثير من وحداتها لنؤكد لهم بأنا قوم لا يحملون الحقد ، ويعتبرون توحيد الصف هدفا يمكن التضحية من أجله بكل شيئ ، وازحنا هاشم الأحمر من قيادة الجيش الوطني لأجل ذلك ، وبالقيادة القادمة إلينا من قوات طارق وأحمد علي التي جعلناها مكان من كانوا معنا من بدايات المعركة تراجعنا من مشارف صنعاء إلى أن أصبحنا بأسوار مأرب !
الآن بعد ماقرأتموه من نزر يسير من الايضاح برأيكم:
•من الذي مارس الخيانة بحق الجمهورية النيابي حميد الأحمر أم الجنرال طارق عفاش ؟
•من الذي غدر بالشعب اليمني وجمهوريته النيابي حميد الأحمر أو العميد طارق عفاش ؟
•من الذي كان الواجب عليه حماية الجمهورية النيابي حميد الأحمر أو القائد العسكري طارق عفاش؟
أنا لا أكتب هذا دفاعاً عن الشيخ حميد الأحمر وإنما أكتبه ايضاحا للحقيقة ومصارحة للزائغين الذين خانوا الجمهورية بوضح النهار وعلى مرآى ومسمع من العالم ويريدون اليوم تسويق أنفسهم كأوصياء عليها ، لأن في مصارحتهم تقريباً لهم للصف الجمهوري كتائبين من الخيانة التي ارتكبوها .
وبالنسبة لحميد الأحمر فأعتبره السياسي الأصدق مع اليمنيين والأقرب إلى قضيتهم والأصرح في الحديث عن ما يجب للانتصار لها ، حميد الأحمر لم تكن مصلحته معنا اطلاقاً ، مصلحته كانت مع عفاش وعائلته ، ولكنه ترك مصلحته وضحى بها من أجل الوقوف معنا نحن المقهورين الذين حولتنا عائلة طارق عفاش إلى زنابيل لابنة احمد الكحلاني ، اقول ذلك في الشيخ حميد ليس تملقاً له وإنما اقول ذلك شهادة للتاريخ مستندا في ذلك لمواقفه التي انحاز فيها للشعب وحراكه ، والتي بسببها تكن له أسرة عفاش كل الحقد الذي نراه ، على الرغم من أن مصلحته ووجاهته وسلطته كانت في الوقوف مع عفاش وعائلته .
وبعدما سبق : أؤكد للقارئ بأني لم أكتب هذا للتجني على طارق وشلته ، وإنما كتبته لأقول لهم جملة واحدة ( لا ترموا من تختلفون معهم بما أنتم غارقون فيه ، ولا تتهموهم بالجرائم التي اتقنتم ارتكابها، ولا تتصوروا وحدة للصف بدون قبولكم بالانضواء في صف من سبقكم إليه من خصومكم ورميكم المطلق لأحقادكم الحمقى التي حملتموها فأهلكتكم .