بقلم / الشيخ حميد بن عبد الله الاحمر - ماز برس - 29 نوفمبر 2020
تفصح الذكرى ال٥٣ لرحيل أخر جندي بريطاني من جنوب الوطن عن إرادة فولاذية لدى الانسان اليمني ، تمتع بها رغم الضيم ومحاولة تركيعه من قبل الاستعمار البغيض، وهي ذكرى خالدة في ذاكرة اليمنيين جميعا لما تمثله من وجدان وطني موحد لا يعرف التقسيمات، ولا ينصاع لرغبات من يلهثون خلف مشاريع وطموحات الاستعمار الجديد وأذياله في المنطقة العربية والاسلامية. ومجدداً أثبت الانسان اليمني في جنوب الوطن أنه عصي على الاستسلام ومنهجية التطويع واساليبه ، عصي على أوهام التقسيمات ولا يمكّنه التماشي مع رغبة التنكر لهويته التاريخية اليمنية العظيمة ، ولن يخون تضحيات الشهداء والثوار وكل الوطنيين الذين ظلت اليمن وتحريره ووحدته وهويته هدفاً ثابتاً يستحيل التخلي عنه مهما كانت الظروف ومهما كان حجم التحديات . فكان يوم ال٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧، يوماً مميزاً وسعيداً في حياة اليمنيين ، تنفسوا فيه أجواء الحرية بعد نحو ١٢٩ عام من العيش في كابوس الاحتلال البريطاني، وجاء مكللاً لنضالات وتضحيات جسام ، إذ ان تحرير جنوب الوطن - كان الوحيد في المنطقة العربية - الذي أريقت من أجله الدماء الزكية ، وذلك منذ اندلاع شرارة الكفاح المسلح في ثورة ال ١٤من اكتوبر ١٩٦٣، حيث قدم الوطن قوافل من الشهداء ثمناً للانعتاق من التسلط الأجنبي وتحقيق الوحدة حلم اليمنيين الأول وعنوان نضالاتهم وعقيدتهم الوطنية على مر العصور .
واليوم تحل علينا الذكرى ال ٥٣ للاستقلال المجيد "٠٣نوفمبر" ، واليمنيون يخوضون حرب تحرير شرسة ضد الامامة ومليشيا ايران ، وضد أحلام التمزيق ونزق العقول التي ظلّت عن اهداف الثورة اليمنية "٢٦سبتمبر و١٤ أكتوبر"، و راحت تلهث وراء مشاريع لدويلات وظيفية تديرها قوى الهيمنة والاستكبار .. غير ان الشعب اليمني من أقصاه الى أقصاه، عازم على سلوك درب نضالات الآباء ومواصلة تضحياتهم ، في استكمال تحقيق أهداف الثورة اليمنية، على صعيد إستعادة الدولة، والتحرر من الوصاية المحلية والاجنبيه، وبناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على الحرية والكرامة والمساواه والعدالة الاجتماعية .
- الرَّحمة لشهداء الثورة اليمنية .. - التحية لكل احرار اليمن في عموم الوطن
النصر للشعب اليمني العظيم .. - وكل عام والوطن بخير ..