بقلم / عباس الضالعي
من الاخلاق والوفاء عدم انكار جهود أي شخص او عائلة او جماعة مقابل أي موقف او جهد او خدمة للوطن ، وهذا الكلام ينطبق على آل الأحمر الذي نقدرهم ونحترمهم النابع من مواقفهم الوطنية التي يشهد لها القاصي والداني ولاتحتاج لشهادة مني او من كل من يعبر عن تقديره واحترامه لهذه العائلة وكل من يسيرون على نهجهم الوطني ..
مواقفي الدفاعية عن آل الأحمر اختارتها وحددتها لي الحملة الإعلامية التي تستهدفهم وتحاول تشويه مواقفهم وتجييرها لأغراض معينة لتخويف الناس واثارة البلبلة حولهم وهذه الحملات منبعها الأول هو المطبخ الإعلامي للمخلوع والحوثي الذي يعتبرون أولاد الشيخ الأحمر اكبر اعدائهم ، هذا العداء لم يكون نابعا عن شعر ونثر وانما لمواقف ال الأحمر الذي يعتبرهم علي صالح هم من عملوا على خلعه من السلطة ، وكذلك الحوثي الذي يعتبرهم الخصم الأول امام مشروعهم الامامي السلالي ..
بالمنطق وبعيدا عن العواطف والسجالات السخيفة .. لماذا الآلة الإعلامية للمخلوع والحوثي تستهدف آل الأحمر دون غيرهم ؟ وقبل الجواب على هذا هناك تساؤل منطقي وهام ؟ ماهي المناصب التي تولاها أولاد الأحمر حتى نقوم بمحاسبتهم ؟ اين فسادهم الذي يتغنى به البعض وانا انشره ؟
لمن يعلم ولمن لايعلم .. علي صالح بداية اندلاع ثورة فبراير عام 2011م حاول بكل ما اوتي من علاقات ان يثني الشيخ حميد الأحمر عن دعم الثورة وقدم له العروض والاغراءات ولو قبل بها الشيخ حميد فإنها بالطبع كارثية على البلاد رغم ان المعروضات التي عرضها صالح تحقق أرباح مالية طائلة للاحمر اذا نظرنا اليها من جانب مادي وفقا للاشاعات التي تقول ان ال الأحمر هدفهم الاستحواذ على الدولة وعلى المشاريع ، فلماذا رفضها الشيخ حميد وقبل على نفسه الخوض والمغامرة بدعم الثورة ضد علي صالح ؟ وبالمقابل ماهي المصالح والارباح التي جناها الشيخ حميد واخوانه من دعمهم للثورة وفقا لمنطق مطبخ المخلوع والحوثي التي يسوقها ضد ال الأحمر ويتولى مهمة النشر بعض المحسوبين على الثورة ..
كل التيارات والفصائل الثورية قبلت ببقاء علي صالح وعائلته الا أولاد الشيخ الأحمر ونتيجة بقائه هي الكارثة الت لحقت باليمن من حرب وتفجيرات وتدمير منشآت وصولا الى ادخال اليمن في عمق المحيط ..
استهداف آل الأحمر من قبل المخلوع والحوثي لم يكون عفويا او ارتجاليا او ممارسة هواية ، استهدافهم مبني على مواقفهم الوطنية الصلبة وانحيازهم للمشروع الوطني وإرادة الشعب وعدم قبولهم بتوريث السلطة والمقايضة على النظام ..
حميد الأحمر اول من رفع صوته في وجه علي صالح من وقت مبكر ، وصوت الشيخ حميد حين يرتفع في وجه صالح الذي يعرف ويعي ويستوعب ما معنى ان حميد رفع صوته ، رفع صوت حميد تمثل بالخروج عن علي صالح والذي تمثل بإستيعاب ولملمة ودعم القوى المعارضة ورفع جاهزيتها وتوفير مناخ ومستلزمات القيام بدورهم بمعارضة نظام علي صالح بشكل جدي وحقيقي وليس من باب المزايدة ..
حميد الأحمر هو رجل الاعمال الوحيد الذي لم يقبل ان تبقى اليمن دولة بلا نظام ، وهو الوحيد الذي طالب بدولة قانون ونظام يكون فوق الكل ولم يستجيب علي صالح لتلك المطالب فقرر حميد الأحمر مواجهة ذلك النظام وتغييره ، وكان هذا بالنسبة له فكرة ومبدأ وسلوك ونشاط ، حول مواقفه ورغباته بالتصحيح الى مواقف عملية وقدم لاجل تنفيذها الأموال والمكانة والنفوذ ووفر لها الحماية وسخر لها جهده ووقته ، ضاربا مصالحه كرجل اعمال عرض الحائط ..
حميد الأحمر هو الذي مول كل برامج المعارضة من بداية الالفية الحالية وعمل على تعرية النظام ببرامج سياسية وبدائل ودفع أحزاب المعارضة لخوض الانتخابات امام صالح بمرشح للتغيير هو الراحل فيصل بن شملان ، وتحمل نفقات الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي دون ان يلتفت لاي حسابات تستعيد تلك الأموال ..
من الذي كان سيجرؤ على خوض انتخابات امام علي صالح في تلك الفترة ، ومن الذي سيجرؤ بدفع الناس لرفض النتائج التي كانت لصالح بن شملان والنزول للشارع ، حميد كان الاجرأ والاشجع وهو السبب بكسر حاجز الصمت والخوف الذي انتزعه من عقول وقلوب السياسيين واستبدله بالثقة والقوة والخروج عن المألوف وانتقل هذا الموقف من القيادات الى القواعد ثم العامة من الشعب ..
في 2011م كان لموقف الشيخ حميد الداعم الفضل الأول بعد الله بثبات وصمود الساحات امام القوة الأمنية والعسكرية لعلي صالح وكان لموقف الشيخ صادق عبدالله الأحمر شيخ مشائخ حاشد الفضل بإعلان كبار مشائخ اليمن وقبائلها الانظمام للثورة وتأييدها وحمايتها ، لو لم يكون أولاد الشيخ الأحمر في المقدمة فلن يكون هناك ثورة يا ناس ..
مواقف ال الأحمر كانت سببا لقرار موقف الفريق علي محسن الأحمر في 21 مارس 2011 الذي كان يثق بمدى واهمية وجود أولاد الأحمر في صف الثورة ونتيجة لمواقف واهتمامات الشيخ حميد الثورة المتطلعة للتغيير فتم التنسيق المبكر مع الفريق من وقت مبكر وقد سبق وتكلمنا عن الدور الذي قام به لدعم الثورة وهو بمثابة فصل رأس نظام علي صالح عن جسده من خلال مواقفهم التكاملية الوطنية ..
أولاد الأحمر سخروا كل امكانياتهم وعلاقاتهم واموالهم ووجاهتهم في سبيل دعم الثورة ، وال الأحمر هي العائلة الوحيدة التي لم يقبل أبنائها القسمة على اثنين كما فعلت اغلب العائلات ( واحد مع الثورة وواحد مع صالح ) أولاد الأحمر جميعهم اعلنوا انحيازهم للثورة وضد نظام علي صالح ، ولو حسبنا مواقفهم بحسابات بعض الأصوات هذه الأيام من الناحية المادية والمعنوية سنتوقف عند مسألة مهمة ومنطقية ، مالذي دفع أولاد الأحمر للانظمام للثورة ودعم التغيير والخروج ضد صالح ؟ هل كان ينقصهم المال والوجاهة ؟ هل كانوا بحاجة الى منصب ؟ هل كانوا فقراء حتى يثوروا ؟ .
أولاد الأحمر ومن قبلهم والدهم الراحل لم يتولوا أي مناصب حكومية سوى منصب نائب وزير في وزارة غير سيادية سعيا من علي صالح كسب أولاد الشيخ وسحب اخوان حميد من جواره بهدف تجريده واضعافه أولا داخل العائلة وداخل البيت الواحد ولم ينجح ذلك لسبب بسيط ان تربيتهم تربية وطنية ، على العزة والسمو والبعد عن الظالم ..
البعض يقول لماذا ال الأحمر اغنياء ؟ وهل الغناء سبب معيب عليهم ، الله رزقهم واعطاهم ، ومايهمنا هل هذا المال اخذوه من الخزينة العامة ام اكتسبوه من خارج الخزينة ؟ رغم التهم التي يتناولها اعلام المخلوع والحوثي ومن يقف معهم عن فسادهم الا انهم لم يقدموا دليلا واحدا على فسادهم رغم سيطرة الحوثي والمخلوع على الدولة ومؤسساتها سنة ونصف ، فلماذا لايقدمون الأدلة على فسادهم ..
لو كان ال الأحمر عليهم ادانات ومتورطين بأعمال غير قانونية فأنا على ثقة انهم لن يجرأوا بمواجهة علي صالح ولو كان علي صالح يمتلك دليلا واحدا عليه فلن يتردد ثانية واحدة على نشره ، كيف له ان يقبض على أي دليل وهو الذي يوعز لمطبخه بتلفيق وفبركات ادلة الفوتوشوب ..
لايمكن ان نجد موقف واحد لاولاد الأحمر يحكي غير مواقفهم الثابتة والمعلنة وهو سعيهم ونضالهم من اجل الوصول الى دولة القانون يتساوى فيها الكل ، القانون هو من يحمي الأحمر واي مواطن ، لايستطيع أي شخص من الفريق الذي حمل على عاتقة تشويه مواقف ال الأحمر ان يقدم دليلا واحد ، كل مايقولوه هو عبارة عن هواجس مصدرها مطبخ المخلوع والحوثي ..
مواقف واعمال واموال ومكانة ونفوذ ال الأحمر هي التي خلعت علي صالح ويوم خذل ال الأحمر في حاشد وعمران ضاعت الدولة والقبيلة والنظام ، الأصوات التي تتبنى اليوم حملة التشويه ضد ال الأحمر هي نفس الأصوات التي كانت تقول ان الحرب في حاشد وعمران هي حرب مليشيا الحوثي مع أولاد الأحمر وكانت النتيجة هي مارأيناه بعد سقوط عمران وقبيلة حاشد الحصن المنيع للجمهورية وللنظام والدولة ، أولاد الأحمر في تلك الحرب التي مولوها من أموالهم والدولة تتفرج بل تمد يدها بدعم المليشيا الانقلابية ، كان أولاد الأحمر يقولون نحن نواجه هذه المليشيا من اجل حماية الدولة والنظام والهوية واتحدى أي واحد يثبت غير هذا الكلام ...
هل تريدون ان يسمعكم الشعب مرة ثانية ، الشعب لن ينخدع مرة أخرى بتظليلكم له وتغريركم عليه ، لن ننسى وقوف النوبلية الداعم للخائن محمد ناصر احمد للمليشيا ومواقفها الداعمة له وتبريرها لمايقوم به واثنائها عليه بأنه هو الوطني الصح وانه يقوم بواجباته ، لن نخدع مرة أخرى من اجل حساباتكم الأجنبية ..
سنظل نحترم ونشيد ونثني على ال الأحمر مادامت مواقفهم مع الوطن ، ومازالوا في طليعة النضال وبمقدمة الصفوف وليس من اخلاق الاوفياء نكران مواقفهم التي كانت خسارة عليهم وربحا صافيا للوطن ..
ليس عيبا ان يصفنا مطبخ علي صالح والحوثي بالحماريش ، عقولنا هي التي تقرر مواقفنا ، وتقديرنا لهذه العائلة نابع من مواقف وافعال وليس تبعية ، حين يخرجون على مبادئ الثورة والجمهورية سنقف امامهم دون الانتظار من احد ان يملي علينا ما نقول ، وما دام وهم في الصف المقدمة فلن نتوانى عن دعم مواقفهم ولن يخجلنا ان يقال عنا حماريش وحمران وغيرها من إصدارات المطابخ ، نحن نعرف يقينا انهم احرار ومنبع للحرية ومواقفهم من اكثر من مائة عام ضد الطغيان والتاريخ سجل لهم ذلك وليس انا من يقول ، محطاتهم بارزة ومشرفة وفخر لكل وطني وحر ..
الى الذي يعانون من حساسية الأحمر ، ماذا لو كان حميد الأحمر واخوانه وقبيلتهم حاشد وقبائل اليمن التي كان لهم الأثر بدفعها للانظمام الى الثورة وموقف الأحمر الفريق كانوا في صف علي صالح ؟ واهم من يعتقد ان الثورة كانت ستنجح !!
اكرر .. احترام مواقف ال الأحمر نابع من مواقفهم الوطنية وهي التي تفرض علينا احترامها وتقديرها دون أي مؤثرات وحين تتبدل مواقفهم ( وهذا مستحيل) وتكون ضد الوطن والنظام الجمهوري سنكون في مقدمة مواجهتهم ، وغير ذلك فما يقوم به البعض من توزيع البلبلة والاشاعات فلن تخدم سوى علي صالح والحوثي ومن يقف معهم وخلفهم .. ودمتم ..